اسامة الهباهبة: IMS تدعم الإعلام العراقي المستقل
الصفحة الرئيسية > تجربة > اسامة الهباهبة: IMS تدعم الإعلام العراقي المستقل...
يتحدث مدير مشاريع منظمة "دعم الإعلام الدولي" في العراق ((IMS، في حوار أجراه “بيت الإعلام العراقي”، عن اهم المشاريع التي تنفذها المنظمة، التي تهدف إلى مساعدة الإعلام العراقي في ضمان استقلايته وحياديته.
والهباهبة درس الصحافة وعمل مراسلاً لقناة الجزيرة في الدينمارك والدول الاسكندينافية حتى عام 2007، كما عمل في مؤسسات اعلامية دينماركية مختلفة.
ما هي مهمات منظمة دعم الإعلام الدولي IMS؟
منظمة دولية مقرها كوبنهاكن عاصمة الدينمارك، بداءت عملها في عام 2003، وتعمل بشكل رئيسي لدعم الإعلام المستقل في مناطق الحروب والنزاعات من اجل ان يلعب الإعلام دوره الحقيقي والصحيح في معالجة الأزمات العسكرية والسياسية وان يكون للإعلام دور مهني في رقابة المؤسسات الحاكمة الرسمية.
المنظمة تمول من وزارات الخارجية في الدينمارك والسويد والنرويج وممولين آخرين، وهذا التمويل مشروط بعدم التدخل في سياسيات التي تضعها المنظمة ولكنهم في نفس الوقت وضعوا الخط الرئيسي التي تعمل عليه المنظمة وهو دعم الإعلام المستقل.
اين اقامت المنظمة مشاريعها؟
كانت بداية عمل المنظمة بإنشاء مشاريع في منطقة البلقان بعدما انحلت جمهورية يوغسلافيا إلى دويلات، كانت المشاريع تركز على دعم الإعلام في تلك الدول من اجل دعم الاستقرار وبناء الديمقراطية وإنشاءلإعلام موضوعي ومهني ومحايد من اجل بناء جسور سليمة بين الشعوب.
وبعد ذلك، انتشرت مشاريع المنظمة في 40 دولة موزعة في مناطق أمريكا الاتينية والشرق الأوسط وافريقيا وشرق اسيا واوربا شرقية، لدينا مشاريع في كل قارات العالم.
متى دخلت المنظمة إلى العراق؟
بعد عامين من أحداث 2003، وبعد وضع دراسة عن الإعلام العراقي بعد سنوات من حكم صدامي وحدوث ثورة إعلامية في العراق وانفتاح أبواب الإعلام الحر.
كيف تقيم المنظمة الإعلام العراقي ؟
العراق كان قبل عام 2003 يمتلك ما يقارب خمسة صحف، ولكن في عام 2005 اصبح هناك نحو 600 وسيلة إعلامية، حيث يمكن لاي شخص يحب ان يعمل في الإعلام أن يذهب ويطلق صحيفة بدون ان تتوفر لديه اي معرفة إدارية وتسوقيه وتحريرية، في حين قامت بعض الأحزاب السياسية الطائفية بإصدار وسائل إعلامية تخدم السياسة والطائفة.
الهدف الرئيسي لمشاريع المنظمة في العراق إنشاء وسائل إعلامية تخدم الإعلام ولا تخدم الجهات السياسية او الطائفية. ويبقى مستقل بعيدا عن المال السياسي.
وفي عام 2015 تغيرت الصورة في الساحة الإعلامية، حيث انخفضت أعداد وسائل الإعلام وخصوصا تلك الوسائل التي بدات بصورة فردية وشخصية والتي لم تستطيع الصمود والاستمرار بالعمل، في حين بعض وسائل الإعلام فقدت مصداقيتها والتجأت إلى المال السياسي من اجل استمرار الصدور.
لقد لاحظت المنظمة انه خلال السنوات الماضية كانت غالبية وسائل الإعلام العراقي تفتقر للاستقلالية ومرتبطة بتوجهات طائفية سياسية، بعيداً عن المهنية.
لكن عدداً قليلاً جدا من وسائل الإعلام المستقلة ما زالت تعاني مشاكل اقتصادية لعدم توفر التمويل اللازم، المنظمة تحاول ان تجعل وسائل الإعلام المستقلة تستمر في عملها بدعمها عن طريق التدريب على التسويق وبيع الصحف واعتماد واردات الاعلانات حتى تبقى بعيدة عن المال السياسي، وان تبقى تعمل بدورها كإعلام مستقل.
ما هي ابرز مشاريع المنظمة في العراق؟
قدمنا احد اهم المشاريع وهو الصحافة الاستقصائية في العراق، ودربنا خلاله صحافيين شباب أكفاء على هذا النوع الجديد من الصحافة على العراق.
الصحافة العراقية الاستقصائية اثبت وجودها ليس على صعيد البلد، بل على الصعيد المنطقة العربية، حيث تصدر العراق للسنة الرابعة على التوالي كأفضل صحافة استقصائية في المهرجان الدولي الإقليمي الذي يقام في عمان من قبل منظمة "اريج" للصحافة الاستقصائية.
لذلك لدينا تركيز على الشباب والمدونين ليلعبوا دورهم كصحافة المواطن وان يشاركوا في صناعة القرار السياسي وإبداء آراءهم بحرية.
وسعت المنظمة ايضا لتمكين الصحافة المستقلة بالبقاء في السوق لذلك قمنا بدورات تدريبية للصحافة العراقية التي كانت بعيدة عن الأسواق على كيفية التسويق والحصول على الإعلانات وبيع الصحف او ووضع الاشتراكات المالية لخدماتها.
وكذلك تبنت المنظمة احد مشاريع التي نقدمها في العراق، وهدفنا من خلاله تدعيم الإعلاميين على كيفية العمل بشكل مهني وتعريفهم بالمعاير الدولية للإعلام، من دون ممارسة نقد للصحافي الفلاني او وسيلة اعلام محددة.
مشروعنا هذا يقام مع بيت الإعلام العراقي، ونأمل منه ان يتعرف اعلاميو العراق على الخطوات الجديدة لمعالجة اخطاءهم عند كتابة وتحرير الاخبار، من اجل ان يساهم ذلك ببناء جسور للسلم الاهلي.
لدينا مشاريع حاليا لدعم إعلام الأقليات التي واجهت صعوبات والتي تفتقر الى الدعم المالي والمهني والمعرفي، ولدينا مشروع لدعم المراة في الإعلام، حيث وجدنا ان نصف المجتمع غائب عن العمل الصحافي، وتم دعمها عن طريق اصدار مجلات خاصة بالنساء ومواقع خاصة بالمراة.
كذلك لدينا احد اهم المشاريع يحاول مساعدة الصحافي العراقي الذي يواجه مضايقات ومضايقات قانونية وامنية بسبب كتابته مقال محدد ينتقد فيها او لم تنال اعجاب سياسي معين الذي يسعى لرفع دعوة قضائية ضد ذاك الصحافي.
ولذلك نسعى لتاهيل المحامين على كيفية حماية الصحفيين من خلال استخدام القوانين والدستور العراقي الذي منح الصحافي حق التعبير عن الرأي وحرية كتابة المقالة بشكل موضوعي. والعديد من الصحافيين الذين تم تدريبهم كسبوا العديد من القضايا ضد المسؤولين لصالح الصحافيين.
ما رأيك بالصحافي العراقي؟
الصحفي العراقي لديه قدرات هائلة للعمل الصحفي الميداني لكنه يعاني من القلق ولديه رقابة ذاتية، وشهدنا في السنوات السابقة اغتيال عدد من الصحفيين الذين عملنا معهم وشاركوا بدوراتنا التدريبية.
الصحافي العراقي عندما يكتب وفق المعايير الدولية يواجه اخطارا عديدة، ونتيجة لذلك غالبا ما يتم اغتياله او ملاحقته او تجبره على الهروب إلى أماكن آمنة داخل او خارج عراق.