اعلام داعش 2020: الدخول في السجالات العامة لزرع الانقسام المجتمعي
الصفحة الرئيسية > تقارير الرصد الإعلامي > اعلام داعش 2020: الدخول في...
يرصد "بيت الاعلام العراقي" في تقريره التاسع والاربعون نشاط متنامي لتنظيم داعش في العراق مؤخرا، مترافقا مع عودة نشاطه المسلح في أجزاء من البلاد منذ مطلع نيسان الحالي 2020، اذ انتشرت العشرات من الحسابات في فيسبوك وتويتر الى جانب نتاجات مرئية للتنظيم.
وشهد العراق منذ مطلع نيسان 2020 تنامي الهجمات المسلحة التي تبناها داعش في مدن عدة في صلاح الدين وديالى وكركوك والانبار عبر زرع المكامن لقوات الامن، والسيطرة على قرى نائية لساعات، فضلا عن تفجيرات واغتيالات محدودة طالت قوات الامن ومواطنين.
وتابع راصدو "بيت الاعلام العراقي" الحملة الإعلامية لداعش منذ نيسان وحتى منتصف حزيران 2020، كجزء من اهتمامات "بيت الاعلام" في مراقبة نشاط داعش الإعلامي منذ العام 2015، عبر تقارير ضخمة تم اعدادها في هذا الصدد الى جانب توصيات في مكافحة فكر واعلام داعش.
ويقارن تقرير الرصد الجديد، مع سلسلة تقارير الرصد الرابعة والخامسة والسادسة، التي أصدرها "بيت الإعلام العراقي" مطلع عام 2015 المنصرم، بشأن الكابينة الإعلامية لـ"داعش" عندما كان في أوج قوته ونشاطه الإعلامي، وشملت المدونات والمواقع الالكترونية، ونشاطه على مواقع التواصل والاجتماعي، وشركات الإنتاج الإعلامي لمقاطع القتل الوحشية التي ارتكز عليها التنظيم في حربه الإعلامية.
وأيضا بعد انكسار التنظيم عسكريا واعلاميا، واعداد تقرير الرصد الثامن والعشرون الموسوم "ترسانة داعش تفقد انيابها" نهاية العام 2016، ليأتي تقرير الرصد الجديد ضمن متابعة الكابينة الإعلامية لداعش في الآونة الأخيرة مع تنامي نشاطه المسلح مستغلا الحظر الوقائي الشامل الذي فرضته الحكومة لمكافحة وباء كورونا اسوة بباقي دول العالم، اذ وجد التنظيم في ذلك فرصة لترتيب بعض صفوفه.
ويستند التقرير الجديد على تتبع العشرات من الحسابات على مدى ثلاثة اشهر الأخيرة، ومراقبة هذه الحسابات ومحتواها منذ انشائها، ويقارن كيف يتعامل التنظيم إعلاميا لترويج نشاطاته وفكره الى الجمهور.
وتوصل تقرير الرصد الى النتائج التالية:-
1- في تطور لنشاطه، لوحظ تحول اعلام داعش وانصاره من الترويج للتنظيم خشية الاغلاق والملاحقة، الى الدخول في السجالات العامة الحامية حول قضايا سياسيا او اقتصادية او اجتماعية، اذ تلعب هذه الحسابات دورا في تغذية التفرقة والفتنة بشكل غير مباشر ودون الإشارة الى انها تابعة لداعش او أنصارها، وذلك عبر استغلال ظاهرة جديدة في التواصل الاجتماعي العراقية وهي الترندات المصطنعة عبر الجيوش الالكترونية التي تستهدف شخصيات عامة او سلطات حكومية او وزارات او جماعات سكانية او مدن بذاتها.
2- تعرّض "داعش" إلى خسارة فادحة في مواقع التواصل الاجتماعي، وتراجعت مساحته الإعلامية في تويتر وفيسبوك، وبعد آلاف الحسابات إلى التنظيم رصدها "بيت الإعلام العراقي" سابقاً، باتت اليوم لا تزيد عن العشرات، إثر تدخل إدارات مواقع التواصل الاجتماعي لإغلاق تلك الحسابات، الى جانب تنامي وعي جمعي لدى الجمهور في التبليغ عليها، الى جانب تأسيس فرق متخصصة ضمن الأجهزة الأمنية العراقية لمكافحة الحسابات ذات المحتوى المتطرف.
واعلن فريق الأمن الرقمي المختص للعمليات النفسية ومكافحة التطرف في جهاز مكافحة الارهاب العراقي انه قام خلال 100 يوم بالمساهمة بتعقب وايقاف قرابة 6500 حساب تابع لداعش أو من يتضامن معه ويروج له على منصة تويتر في سياق حربه الالكترونية ضد التنظيم على هذه المنصة المهمة.
3- من خلال متابعة "بيت الاعلام العراقي" لعشرات الحسابات مؤخرا، تبين انها حديثة الانشاء لا تزيد عن شهرين او ثلاثة اشهر، واختفت تماما الحسابات التي تمتلك الاف المتابعين، وان 90% من الحسابات الجديدة لا تستطيع المطاولة في النشر اكثر من أسبوع وفي بعض الأحيان يتعرض الحساب للأغلاق خلال ساعات.
4- استخدمت حسابات على محدوديتها، هاشتاغات شائعة وعامة ضمن منشوراته من اجل الترويج للمنشور، وتجنبت ذكر عبارة "الدولة الإسلامية" او "دولة الخلافة" في هذه المنشورات خشية رصدها واغلاقها، وحاولت كتابة هذه المصطلحات عبر خوارزميات مثل تغيير بعض الاحرف بأرقام او إيجاد فراغات بين الاحرف ليصعب رصدها او استبدال بعض الاحرف العربية باخرى إنكليزية.
5- لوحظ ان اغلب المنشورات في مواقع التواصل الاجتماعي تُطلقها حسابات من خارج العراق، وغالبا من دول عربية، وأصبحت هذه الحسابات وسيلة لنشر بيانات ومقاطع الفيديو في روابط تابعة لمواقع الكترونية باللغة الروسية، كما لوحظ اعتماد التنظيم مؤخرا بشكل واسع على برنامج التواصل "التيليغرام"، وهو ما جعل نشاطه الإعلامي محدود المتابعة من قبل الجمهور، واقتصر على الباحثين في الشأن الأمني والصحفيين.
6- لم يسفر البحث باستخدام كل هاشتاغات التنظيم المشهورة العثور على عمليات إعلامية منسقة مثل التي رصدها تقرير "بيت الإعلام العراقي" سابقا بسبب غلق أغلب الحسابات المشهورة وتوقف تحديث البقية منها، ولم يعد متاح الجزم بتاريخ أو سبب توقف أنصار التنظيم عن تنفيذ هذه الحملات الإعلامية المنسقة.
توصيات:-
1- كما لعبت عوامل مجتمعة، شملت إجراءات شركات مواقع التواصل الاجتماعي، ووعي الجمهور، والإجراءات الرقمية للأجهزة الأمنية والناشطين في مكافحة فكر داعش وتحجيم كابيتنه الإعلامية، فأن هذه الأطراف مجتمعة مطالبة اليوم بمكافحة ظاهرة الترندات المصطنعة المبنية على الاف الحسابات الوهمية التي تستهدف قضايا مستندة على خلفيات سياسية، اذ ان داعش يراقب هذه الترندات ويدخل في وسط الجدال الحامي الذي يدور حول القضايا التي تتضمنها.
2- على وسائل الاعلام والصحفيون والمدونون الانتباه الى المحتوى الإعلامي لداعش الجديد، اذ ان ما نسبته 90% هو محتوى قديم يعود الى سنوات ماضية، تم إعادة انتاجه مجددا ليبدو على انه محتوى حديث، مع التأكيد على ان غياب الحياد في نقل الأحداث السياسية والأمنية سيبقى عاملا مساهما في انتشار أفكار وإصدارات المتطرفين لتقديم منابر إعلامية تكشف بعض الحقائق لصالحها لكسب عنصر الحيادية ومن ثم تمرير الأفكار المتطرفة والشائعات عبرها.
3- إضافة إلى تدخل إدارات مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية في محاربة المنشورات المتطرفة، يجب إشراك الجمهور في ذلك عبر توفير الخبرات الرقمية للمستخدمين لمحاربة الحسابات والمواقع العائدة إلى التنظيمات المتطرفة والمواقع التي تسعى لنشر الإصدارات المرئية لكسب الجمهور عبر استثمار المساحات القانونية المفتوحة للتبليغ عن النشاطات المتطرفة وحظرها.
4- تشجيع استراتيجية استخدام الإعلام الاجتماعي والتدوين والتسليم بأن تغطية الأحداث لم تعد محصورة بالعاملين في الصحافة من مراسلين ومحررين، بل أصبح المواطن مصدراً مهماً في نقل الأخبار وتوثيقها مرئيا، إذ أن تعزيز الإعلام الاجتماعي يحول دون انتشار الشائعات ويسهم في ملاحقة المتطرفين على الانترنيت بسهولة.
للاطلاع على الرصد الاعلامي وعينة الرصد اضغط على
اعلام داعش 2020: الدخول في السجلات العامة لزرع الانقسام المجتمعي