الازمة المالية تهدد الصحافة العراقية بالتوقــف
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > الازمة المالية تهدد الصحافة العراقية...
تســـريح آلاف الـــعاملين فـــيها انعكست الازمة المالية التي يمر بها العراق على واقع الصحافة العراقية ومستقبلها في مؤشر على احتمالات اغلاقها لاسيما عجز اداراتها على منح رواتب العاملين فيها منذ ثلاثة اشهر باستثناء صحيفة الصباح الشبه حكومية وبعض الصحف الممولة من احزابها.
ودفع الواقع الجديد الذي تشهده الصحافة العراقية التي كانت في العهد الماضي تمول من الحكومة على شكل هبات واعلانات رؤساء تحرير الحصف الرئيسة الى تشكيل مجلس للصحف المستقلة.
وحذّرَ رؤساء تحرير الصحف المستقلة الأكثر انتشارا من تداعيات الإهمال والفساد على واقع عمل الصحافة المستقلة التي تعاني أزمة مالية حادة بسبب ضعف موارد الإعلان وتجاهل الوزارات والمحافظات تعليمات وزارة التخطيط الخاصة بضوابط نشر إعلان المناقصات والمزايدات الحكومية.
وذكر البيان الذي صدر عن الاجتماع التداولي لرؤساء تحرير الصحف المستقلة الذي حصلت العرب اليوم على نسخة منه حجم الضغوطات التي تعاني منها إدارات الصحف في تغطية نفقاتها من جراء الشح في موارد الإعلان الذي دخل الفساد آليات توزيعه وأدى إلى تسرب عائداته إلى صحف حزبية وأخرى لا تنطبق عليها أي من الضوابط التي تنص عليها التعليمات أعلاه.
ولفت المجتمعون أنظار الجهات ذات العلاقة المعنية بالشأن الصحافي جميعها إلى خطورة الموقف، والانهيار الوشيك الذي تتعرض له صحف الخط الأول ما يتطلب دق ناقوس الخطر لحالة الاحتضار الجماعي الذي تعيشه الصحف المستقلة وتداعيات احتجابها عن الصدور.
كما دعا رؤساء التحرير مؤسسات الدولة إلى القيام بواجبها لإنقاذ العناوين الصحافية الكبيرة من خلال إيجاد حلول طارئة تنتشلها من مشكلاتها وتمنع تسريح مئات الصحافيين عن العمل ضمن الإجراءات الاحترازية التي قد تلجأ لها إدارات الصحف منعا لوقوع الكارثة.
وهدد المجتمعون إلى اللجوء لخيارات صعبة اضطرارا بسبب عدم القدرة على الاستمرار بإصدار الصحف ومنها الاحتجاب الشامل عن الصدور وتنظيم اعتصامات سلمية ومخاطبة المنظمات الإقليمية والدولية. متمنين أن تسارع الحكومة لمناقشة الأزمة والمقترحات التي يمكنها أن تعالج آثارها السلبية.
وفي ما يأتي نص البيان الصادر عن مجلس رؤساء تحرير الصحف المستقلة:
أثبتت الصحافة العراقية المستقلة، طوال الفترة التي تلت التغيير في العراق، أنها وتد من اوتاد النهج الديمقراطي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، بل اصبح المشهد الاعلامي العراقي لا يمكن قراءته بمنأى عن ذكر الصحافة المقروءة ومؤسساتها التي تركت لوحدها من دون الالتفات من قبل الجهات المعنية لرعايتها وتطوير امكاناتها لترتقي بالاداء الى مستوى عالٍ يتناسب وحجم الدور الذي يفترض ان تقوم به.
وعلى الرغم من التحديات جميعها التي واجهت وسائل الاعلام المقروءة الا ان الارادة والاصرار كانا وراء تأسيس عناوين كبيرة لصحف باتت اليوم تمثل قامات شاهقة في الساحة العراقية، لكنها تعاني مشكلات خطيرة تهدد استمرارها وتنذر بكارثة حقيقية قد تطيح جهد وعمل سنوات من المثابرة والمخاطرة ومنجز صحافي لا يمكن ان يتكرر بسهولة.
لقد شهدت تجربة العقد الماضي مخاضا عسيرا أفرز من بين مئات الصحف الصادرة باقة رصينة ومهمة من كبريات الصحف تقدمت الواجهة الاعلامية، كنا نأمل ان تسهم الدولة برفدها بمستلزمات النمو والتقدم، لكن ما حدث هو العكس تماما، حيث تخلت الدولة بمؤسساتها عن القيام بواجباتها واسهمت الاحزاب في تعميق الجراحات وسهلت اختراق الفساد لموارد التمويل الاعلانية التي تعتمد عليها الصحف في تسيير عملها، لتأتي الازمة المالية على ما تبقى من الامل في تصحيح الاوضاع، لتكون شريكا في تفاقم أزمة الصحف وتُدخلها مرحلة الاحتضار التي إن تم تجاهلها سنشهد تباعا انهيار مؤسسات صحافية كبيرة وتسريح مئات الصحافيين ونخسر واحدة من اهم دعائم الديمقراطية.
لذا كان لا بد لنا ان ندق ناقوس الخطر ونبلغ الجهات ذات العلاقة جميعها بضرورة الاسراع في ايجاد حلول طارئة تنتشل المؤسسات الصحافية من الضغوطات المادية التي لم تعد ادارات الصحف قادرة على تحملها وحدها، حيث صارت الحاجة للتباحث من اجل انقاذ صحافتنا من انتكاسة وشيكة ضرورة ماسة، وبخلافه سنلجأ، نحن رؤساء تحرير الصحف المستقلة التي تقف بالمقدمة، الى خيارات صعبة تضطرنا للاحتجاب عن الصدور مرغمين او التظاهر والاعتصام المفتوح ومخاطبة المنظمات الاقليمية والدولية للوقوف معنا في محنتنا. نحن اذ نأمل ان تلقى دعواتنا هذه صدى من لدن الجهات المسؤولة للاسراع الى الجلوس معنا لمناقشة المقترحات التي تضمن استحقاقاتنا الواجبة، نؤكد ان حجم المشكلة التي تشترك بها كل مؤسساتنا الصحافية كبير ولا يستهان به، وان السكوت على ما تمر به الصحافة المقروءة هو جريمة تستدعي استنهاض الاصوات الحرة في العالم.
