"المقال".. يومية مصرية للتحليل والرأي
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > "المقال".. يومية مصرية للتحليل والرأي...
"نوَّر دماغك بجنيه"، شعار اختاره الصحافي المصري إبراهيم عيسى لجريدة "المقال" التي يتولى رئاسة تحريرها وتعتبر أحدث الصحف اليومية التي تصدر في القاهرة. بعيداً من العناوين المثيرة والانفرادات الإخبارية، تغزو "المقال" السوق الصحافية في مصر بوصفها أول جريدة رأي يومية في مصر والعالم العربي. وتعد أيضاً أول جريدة يصدرها صحافي، كمؤسس وكناشر، من دون وجود أي دعم مالي من رجال أعمال، خلافاً لحال غالبية الصحف الخاصة في مصر. وهو الأمر الذي يعتبره عيسى "مغامرة مادية ومهنية"، قرر أن يتحملها بمفرده بعيداً من وصاية رأس المال، وعقب دراسة جدوى مستفيضة لجريدة يصفها بأنها "نموذج للجريدة المستقلة بحق".
ويراهن عيسى، صاحب "الدستور" التجربة الصحافية الأشهر في مصر خلال العقدين الأخيرين، على قارئ الصحف المطبوعة، ويؤكد أنه "موجود ولم يندثر بعد".
ويرى أن القارئ المصري والعربي والعالمي من حقه التعرض لتجارب يمكن أن يكون هو في حاجة إليها، وأنه - يقصد القارئ - ما زال ينتظر مضموناً صحافياً يحضه على شراء الجريدة لا انتظار موادها على الإنترنت".
وبصدور "المقال"، أول جريدة يومية متخصصة في نشر المقالات والتحليلات، تتعرف سوق الصحافة المصرية والعربية أيضاً على نمط جديد من الصحف التي تعتمد كلياً على فن المقال الصحافي وتقوم على تعقب الأخبار وتحليلها، وإلقاء الضوء على الحدث من كل زواياه، ما يعني أنها تصدر من دون مراسلين، أو محرري أخبار، لأنها لا تحتاج إليهم بالأساس.
ويوضح عيسى أن الجريدة الجديدة "تنتصر للعقل المصري، ضد أي غزو من أي نوع، وأنها ليست لتلاقي الرؤى والأفكار، بل لعرض أصوات متنوعة ومتعددة ومتناغمة، تتسم بالاختلاف، وتتوحد على أرضية فكرية، تؤمن بأن العقل المصري لا بد من استعادته وتحريره".
ويصف صلاح عيسى رئيس مجلس إدارة جريدة "القاهرة" التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية، ورئيس تحريرها السابق، التجربة الجديدة بأنها "مبشّرة ولافتة"، متوقعاً لها النجاح في شق طريق جديد وخاص وسط زحام الصحف المصرية.
ويرى في صدور المطبوعة الجديدة "إحياء لمدرسة صحافية يظن بعضهم أنها اندثرت وهي مدرسة المقال الصحافي". ويضيف: "الإحياء يأتي مع درجة من التحديث، سواء على مستوى الإخراج، أو العناوين، أو طريقة العرض، وغيرها من وسائل تلجأ إليها الصحافة الحديثة في السنوات الأخيرة لتكون أكثر جاذبية ولضمان شريحة أوسع من القراء".
وتصدر "المقال"، كما يرى صلاح عيسى، لتكون بمثابة طائر جديد يغني خارج سرب ضخم من صحف قومية (حكومية) وخاصة تشغل أرضيات الأرصفة وأكشاك باعة الصحف، وتشغل ذهن القارئ المصري وتحاصره بمئات الأخبار والعناوين المثيرة، بعضها دقيق وبعضها الآخر غير دقيق أو كاذب.
ويشير إلى غياب الخبر تماماً عن صفحات "المقال" باعتباره تحدياً حقيقياً يقدم عليه الناشر ورئيس التحرير، خصوصاً أنها يومية، "لكن علينا أن نضع في الاعتبار أن الصحف الإخبارية في مصر باتت تخصص عدداً ملحوظاً من صفحاتها لمقالات الرأي".
ويضيف صلاح عيسى أن جريدة "المقال" تسعى - وفق ما قاله له رئيس تحريرها خلال نقاشات جمعتهما حول المطبوعة الجديدة - إلى إيجاد فئة جديدة من القراء مشغولة بفهم ما وراء الخبر، وجذب فئة جديدة أيضاً من كتاب الرأي والمقالات، بخاصة من الشباب.
ويتزامن صدور "المقال" مع وفاة عصام إسماعيل فهمي، رئيس مجلس إدارة صحيفة "صوت الأمة" وأهم مؤسسي الصحافة الخاصة في مصر. وكانت تجربته الأولى في التسعينات عقب صدور القانون 96 للعام 1996 الذي أعطى الشركات المساهمة حق إصدار الصحف.
ويشترط في الصحف الخاصة التي يصدرها أشخاص اعتباريون أن تتخذ شكل تعاونيات أو شركات مساهمة على أن تكون الأسهم في الحالتين اسمية ومملوكة للمصريين وحدهم، وأن لا يقل رأس مال الشركة المدفوع عن مليون جنـيه إذا كانت يومية و250 ألف جنيه إذا كانت أسبوعية و100 ألف جنيه إذا كانت شهرية، بعد أن كانت الدولة وبموجب قانون تنظيم الصحافة المالك الوحيد للصحف في مصر.
وقد أصدر إسماعيل فهمي وقتها صحيفة "الدستور"، وترأس تحريرها إبراهيم عيسى وعدَّها كثيرون من التجارب الصحافية الرائدة في العقدين الأخيرين. كما أصدر صحيفة "صوت الأمة"، والصحيفتان من أهم الصحف السياسية المعارضة في مصر آنذاك، كما صدرت لاحقاً صحف مثل "المصري اليوم" و"الكرامة"، و"اليوم السابع"، و"الوطن"، وغيرها.
يذكر أن"المقال" مكونة من 10 صفحات فقط من الحجم "الستاندرد"، وهي أول يومية سعرها جنيه واحد فقط، وتصدر من دون موقع إلكتروني، على أن يجري الاتجاه لاحقاً نحو قارئ الويب.