"بيت الاعلام العراقي" يجدد دعوته الى حملة وطنية لمكافحة الجيوش الالكترونية
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > "بيت الاعلام العراقي" يجدد دعوته...
بعد حملة تحريض ضد صحفيين وناشطين..
"بيت الاعلام العراقي" يجدد دعوته الى حملة وطنية لمكافحة الجيوش الالكترونية
اثار منشور على صفحة مجهولة في منصة "فيسبوك" تحمل اسم "ما تعبر علينه" جدلا واسعا في العراق بعد اتهامه صحفيين وناشطين ومدوّنين عراقيين بالعماله من دون ادلة، في تحريض لا يخلو من العنف والتشهير والتضليل للرأي العام، فيما التزمت الجهات المختصة الصمت ولم تتخذ اي اجراء حتى الان.
ولاحظ "بيت الاعلام العراقي" الى جانب هذا المنشور تزايد ظاهرة الجيوش الالكترونية في البلاد بشكل لافت في الاونة الاخيرة واستهدفت عشرات الصحفيين والناشطين وشخصيات عامة، فيما دخلت الاحزاب السياسية العراقية في حرب هي الاخرى ضمن صفحات مجهولة ممولة.
وبعد دقائق من نشر المنشور على صفحة "ما تعبر علينة" الذي اتهم 14 صحفيا وناشطا ومدوّنا، رصد "بيت الاعلام" انه تم تمويله لينال انتشار واسع وتفاعل معه جمهور بقصد او بدونه عبر اطلاق شتائم وتحريض وصل حد القتل، واستخدمت الصفحة مقطع فيديو طوله نحو دقيقه لتوجيه التهم الى الصحفيين والناشطين من دون تقديم دليل واحد، ولكن طريقة عرض الفيديو كانت موجّهة للتحريض في المقام الاول.
وفيما دان غالبية الصحفيين والناشطين ومنظمات مستقلة المنشور والصفحة التي نشرته، التزمت السلطات المختصة الصمت حتى الان بما فيها القضاء، في تخلّي واضح عن مسؤولياتها اتجاه الجرائم الالكترونية رغم اعلان ذات الجهات منذ اشهر تطوير منظوماتها التقنية والقانونية لمكافحة الجرائم الالكترونية مثل حالات الابتزاز الالكتروني ضد النساء وغيرها، لكنها لم تتفاعل مع تحريض وتهديد واضحيّن ضد افراد.
وقبل هذا المنشور راقب "بيت الاعلام العراقي" على مدى الشهرين الماضيين تموز – اب 2019 تنامي ظاهرة الجيوش الالكترونية بشكل خطير عبر اتهام صحفيين وناشطين ومدونين وشخصيات عامة وسياسيين ومسؤولين بتهم العمالة وملفات فساد عبر وثائق مفبركة، بينما كان الاجدى بالقائمين وراء هذه الصفحات تقديم الادلة الى الرأي العام وعبر المنافذ القانونية.
كما سجل "بيت الاعلام" دخول الاحزاب العراقية في حرب اعلامية شرسة عبر الجيوش الالكترونية على منصات فيسبوك وتويتر من خلال انشاء صفحات وتمويلها لتحصد الاف المتابعين خلال ساعات قليلة او من خلال تجنيد عشرات الاشخاص لأنشاء حسابات ومهاجمة اشخاص مستهدفين مسبقا.
ولاحظ راصدو "بيت الاعلام العراقي" ان هؤلاء الاشخاص الذين تم تجنيدهم لأنشاء حسابات كشفوا عن حقيقتهم بسبب ضعف خبرتهم التكنلوجية عبر تبني منشورات او تعليقات محددة وتناقلها في صفحاتهم بذات العبارة دون تغيير.
وفي تطور خطير ونتيجة تنامي الجيوش الالكترونية في البلاد خلق ذلك ثغرة لتدخل جهات خارجية في التلاعب بالرأي العام واستغلال المشاكل السياسية والامنية، اذ سجل "بيت الاعلام" انطلاق هاشتاغات من جهات خارجية عبر حسابات مكشوفة غير محترفة مستغلة قضايا وحوادث معينة حصلت في البلاد، فيما قابلتها بالرد ايضا جهات خارجية عبر ذات الاسلوب من اطلاق هاشتاغات وتحشيد جنودها الالكترونيين لنشره على نطاق واسع.
ويذكّر "بيت الاعلام العراقي" في هذا الصدد الى انه سبق وان حذر قبل اشهر وتحديدا في شباط (فبراير) 2019 الماضي من تنامي ظاهرة الجيوش الالكترونية عبر تقريره الاربعون والموسوم "الجيوش الالكترونية ترفع لثامها.. خطاب كراهية يهدد السلم المجتمعي" عبر متابعة ومراقبة اكثر من 200 صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي على مدى اشهر اظهرت بشكل واضح كيف تدار هذه الصفحات وماذا تستهدف ومتى، وكيف لعبت ادوارا سلبية في السلم والامن المجتمعيين في البلاد، وساهمت في اقحام الجمهور في ازمات سياسية.
كما ان "بيت الاعلام العراقي" سبق وان نبه ومنذ وقت مبكر قبل عامين من تنامي الظاهرة في تموز (يوليو) 2017 عندما كانت ناشئة ومن خلال تقريره التاسع والعشرون تحت عنوان "الجيوش الإلكترونية"... أخبار مفبركة تجتاح "فيسبوك" عندما برزت ظاهرة الجيوش الالكترونية على نحو لافت للمرة الاولى في البلاد انذاك.
وفي تطور خطير، انخرطت وسائل الاعلام في حملات الجيوش الالكترونية عبر تبني ما تنشره هذه الصفحات في تغطياتها الاعلامية اليومية رغم انها مفبركة، والاكثر من ذلك ساهمت وسائل اعلام في ان تكون مصدرا لمنشورات صفحات الجيوش الالكترونية.
وبعد المنشور الاخير الذي اتهم صحفيين وناشطين بالعمالة بأسمائهم الصريحة، ورغم انه اصبح حديث الشارع العراقي والرأي العام لاحظ راصدو "بيت الاعلام" تجاهل وسائل اعلام عديدة تغطية الحدث في تصرّف غريب يضعها في خانة تخلّيها عن مسؤولياتها المهنية.
وبعد وصول ظاهرة الجيوش الالكترونية لمديات خطيرة عبر اطلاق تهديدات لا تخلو من التحريض على العنف والكراهية، يجدد "بيت الاعلام العراقي" دعوته التي اطلقها في شباط (فبراير) 2019 الى اطلاق حملة على الصعيد الوطني وضمن فترة زمنية محددة لتوثيق الصفحات التابعة الى المؤسسات الرسمية والوزارات والهيئات والاحزاب والكتل والشخصيات السياسية والدينية والعامة ووسائل الاعلام بشكل رسمي في فيسبوك وتويتر وانستغرام ويوتيوب، اذ ان توثيق هذه الصفحات يساهم وبسهولة في اغلاق الصفحات الوهمية التي تحمل اسماء هذه الجهات وبالتالي سيتم مكافحة ظاهرة انشاء صفحات وهمية.
ولتحقيق ذلك يمكن توفير فريق تطوعي شبابي ممن لديه خبرة تقنية في مجال توثيق الصفحات لمساعدة هذه الجهات على توثيق حساباتها، وبعد انتهاء الفترة الزمنية المحددة لهذه الحملة فان اي جهة رسمية او غير رسمية تمتنع عن توثيق حساباتها واغلاق صفحات تحمل نفس اسمائها فأنها ستتحمل كامل المسؤولية عن انتشار الجيوش الالكترونية التي تحمل اسمائها.
كما يدعو "بيت الاعلام العراقي" المؤسسات والجهات ذات العلاقة وبالتنسيق مع خبراء تقنيين مراقبة الصفحات الممولة التي تنشر اخبار مفبركة وخطاب كراهية وتسقيط وتحقير ودعوة الى العنف واخبار كاذبة، والكشف عن القائمين عليها وتقديمهم الى القضاء من اجل كبح ظاهرة الجيوش الالكترونية، اذ ان علمية الكشف عن مواقع انشاء ونشر المنشورات على هذه الصفحات ليست مهمة صعبة، مع التأكيد على ان المنشورات التي تتضمن اراء وانتقادات لاوضاع سياسية وظواهر اجتماعية واوضاع خدمية حق اساسي متاح للجميع ضمن مبدأ حرية التعبير عن الرأي ولا يجوز المساس به تحت اي ذريعة ما دام لا يتضمن خطاب كراهية وتسقيط وتحقير ودعوة الى العنف واخبار كاذبة.
وعلى وسائل الإعلام إيلاء الجانب المهني أولوية قصوى في تغطية الأزمات الكبيرة، خصوصا تلك المتعلقة بمصير أفراد وجماعات ومؤسسات وفئات اجتماعية، عبر اعتماد معلومات حقيقية مستندة على وثائق وتصريحات أصحاب العلاقة، وعدم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا أساسا للتغطيات الإعلامية، مع التأكيد على أن محاولة وسائل إعلام إخلاء مسؤوليتها عما تنشره من محتوى عبر الإشارة إلى أن مصدرها مواقع التواصل لا يخلي مسؤوليتها المهنية والقانونية من تحمّل تبعات أخبار كاذبة وحملات تحريضية تسهم في تعميق الشرخ المجتمعي.
ويشدد "بيت الاعلام العراقي" على ضرورة إشاعة ثقافة الاستخدام المهني مع المحتوى الرقمي عبر توفير خبرات للجمهور في كيفية التعاطي مع الأخبار والصور ومقاطع الفيديو المتداولة، وتبيان مخاطر المنشورات الكاذبة على الأمن والسلم الاجتماعي، وتشجيع ظاهرة صحافة المواطن لتمكين أكبر قدر من الجمهور من الوصول بجهد شخصي إلى المعلومات الدقيقة بشأن أحداث لافتة بدلا من استعانته بمواقع التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومة، ويتم ذلك عبر تشجيع استراتيجية استخدام الإعلام الاجتماعي والتدوين.