ترسانة "داعش" الإعلامية الجزء الثالث - العنف بالصورة والصوت

الصفحة الرئيسية > تقارير الرصد الإعلامي > ترسانة "داعش" الإعلامية الجزء الثالث...

ترسانة

 

بيت الإعلام العراقي

تقرير الرصد الإعلامي الرابع - الجزء الثالث

يحاول "بيت الإعلام العراقي"، في تقرير الرصد الرابع، أن يعرض تصورات أولية عن ماكينة إعلام تنظيم ما يعرف بـ"داعش"، أو "الدولة الإسلامية"، عبر إحصاء تقريبي لمنابره ونوافذه المختلفة، والتدقيق في محتوياته وآليات عرضها والترويج لها، وتدابير التنظيمات المتطرفة المسلحة للتملص من إجراءات الحجب والإغلاق التي تقوم بها شركات الشبكة العنكبوتية في العالم.

يشمل هذا الرصد معاينة اللغة الإعلامية المستعملة في تلك المنابر، وطرق التصميم وما يتعلق بأشكال العرض، فضلاً عن مضامينها، كما يلاحق منافذ عرض المواد المرئية التي تعد ركيزة أساسية في منتجات التنظيم الإعلامية.

كما رصد التقرير المواقع الإلكترونية التي لا تتبع تنظيمياً لـ"داعش" لكنها تتعاطى بطرق مختلفة مع نشاط التنظيم على الأرض، فضلاً عن حجم التفاعل والتواصل مع الجمهور "الجهادي" لما يكتسب ذلك من أهمية تتعلق بآليات توسع التنظيم ومحاولاته التمدد بين السكان عبر استعمال وسائل وتقنيات حديثة.

وسيكون الجزء الثالث مخصصا لدراسة إحصائية لمنافذ نشر وترويج المقاطع المرئية لأنشطة التنظيم.

 

يقوم تنظيم ما يعرف بـ"داعش" بإنجاز مقاطع فيديو ويعمد على نشرها في وسائط مختلفة عبر شبكة الانترنيت، يوضح فيها أفكاره وخطبه ومشاهدَ من المعارك التي يخوضها.

غالبا ما تحتوي التسجيلات على مقاطع القتل والعنف والخطب التي تدعو إلى "الجهاد" ضد كل من يعارض فكر وأفعال التنظيم، فضلاً عن مقاطع فيدوية دعائية تتناول طريقه حكمه للمناطق التي يسيطر عليها.

يقوم التنظيم بتسخير مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات والمواقع الالكترونية لبث هذه الفيديوهات، التي تتميز بعضها بإخراج محترف ودقة فنية كبيرة، في حين بعضها لا يتعدى أعمالاً بسيطة وفقيرة فنياً.

مواقع نشر الفيديو

ينشر التنظيم هذه الفيديوهات عن طريق مواقع مختصة مثل الموقع الأكثر شهرة "اليوتيوب" https://www.youtube.com/، وكذلك على مواقع أخرى مثل "فيمو"https://vimeo.com، او سيَن فيد https://sendvid.com/.

ويحاول التنظيم من رفع الفيديوهات التي يصنعها على مواقع متعددة مختلفة بحسابات مختلفة.

أولاً: يوتيوب:

يقوم موقع "يوتيوب" واسع الانتشار بحذف الفيديوهات التي تحتوي على مشاهد إعدامات او قتل، وذلك عن طريق الابلاغات التي يقوم بها المشاهدين، وغالبا ما يستغرق الامر وقتا قبل أن يتحقق الإغلاق، ما يتيح الفرصة لإمكانية رؤية الفيديو وانتشاره على الشبكة المعلوماتية. 

ويقوم التنظيم برفع نفس الفيديوهات على المواقع اخرى، ولكنها لا تحظى بشعبية واسعة في مناطق الشرق الأوسط ومنها العراق مثل "فيمو" و"سيَن فيد".

وتعاني بعض المواقع التي يستخدمها "داعش" من مشكلات تقنية عند التعامل باللغة العربية، كما في تعذر استجابتها بصورة جيدة عن القيام بالبحث داخل الموقع. 

ويحذف اليوتيوب المقاطع التي تحتوي على مشاهد قتل وتفجيرات بصورة سريعة،لكنه يترك فيديوهات تمثل جوانب تحريضية او دعوية تخص التنظيم، في حين المواقع الاخرى تكون اقل تشددا في الحذف.

ويقوم عناصر التنظيم بنشر الفيديو الواحد في أوقات متلاحقة متفاوتة زمنياً والهدف من ذلك تفادي الحذف، وليكون متاحا لمن يبحث عنه في شبكة الانترنيت.

وتكون إعادة نشر الفيديو الواحد عبر حسابات عدة يديرها أشخاص من داخل التنظيم أو من المتعاطفين معه، علما ان هذه الحسابات يتم حذفها من قبل إدارة موقع اليوتوب، وذلك عن طريق إرسال التبليغات من قبل المشاهدين.

يقوم التنظيم بعمل حسابات على موقع اليوتيوب باستمرار، وذلك من اجل تعويض الحسابات المحذوفة، وتكون هذه الحسابات بأسماء مستعارة او الأسماء الحركية لعناصر التنظيم.

في المقابل، لا يقوم موقع "يوتيوب" بحذف الفيديوهات التي يصدرها التنظيم التي لا تتضمن مشاهد قتل او عنف مثل الخطابات والبيانات وأساليب الدعاية للتنظيم كالأناشيد أو الجولات الإعلامية التي يقوم بها التنظيم داخل المدن التي يسيطر عليها أو لإظهار بعض المواقف الداعمة له.

وتحذف فيديوهات التنظيم التي تتضمن مشاهد قتل او عنف خلال أيام او ساعات، في حين لا يجري حذف بعض الفيديوهات الدعائية الأخرى، كما في حساب "أبي يوسف الإنصاري" المستمر منذ شهر تموز العام الماضي. 

وينشر التنظيم على الموقع المذكور فيديوهات تتضمن النشرات الإخبارية التي تبثها إذاعة "البيان" التابعة له من مدينة الموصل شمال العراق والتي يسيطر عليها منذ شهر حزيران من العام الماضي، وتقدم هذه النشرات اخبار عن المعارك التي يخوضها التنظيم وتعلن عن أسماء الانتحاريين الذين ينفذون عمليات ضد القوات الأمنية.

ولا يقتصر نشر الفيديوهات على اللغة العربية بل يتعداها إلى اللغات الأخرى مثل الانكليزية والكردية وغيرها.

ثانياً: تويتر

يقوم التنظيم بتسخير مواقع التواصل الاجتماعي لنشر وترويج للفيديوهات التي يقدمها، ويضع روابط لها في تغريداته على موقع تويتر https://twitter.com، وغالبا ما تتضمن روابط عدة لنفس الفيديو مرفوع على أكثر من موقع او لأكثر من حساب على موقع واحد.

ويقوم عناصر التنظيم بإعادة نشر التغريدات التي تحتوي على الفيديوهات مراراً من اجل ضمان نشرها إلى اكبر عدد من المشاهدين.

وليس بالضرورة أن يكون المغردين على اتصال فيما بينهم، وبعضهم من المتعاطفين مع التنظيم وليسوا أعضاء فيه.

وتنشر أغلب التغريدات مع صور مرفقة بالاضافة إلى روابط مشاهدة الفيديو، في حين تقوم إدارة تويتر بحذف حسابات تابعة لعناصر التنظيم والمتعاطفين معه باستمرار.

ثالثاً: فيسبوك

يستخدم عناصر التنظيم موقع الفيسبوك https://www.facebook.com/ لنشر الفيديوهات على الصفحات داعمه له داخل الموقع.

لا يقتصر إعادة نشر الفيديوهات او عمل مشاركتها على عناصر تنظيم (داعش) فحسب، بل يقوم المعارضون للتنظيم بإعادة مشاركتها من اجل خلق رأي عام مضاد للتنظيم، ولكنهم بأفعالهم هذه يسهمون في عمليات الدعاية لأفكار التنظيم المتشددة بطريقة غير مباشرة.

ويحذف الفيسبوك الصفحات التي تروج للتنظيم، وذلك عند تبليغ عنها من قبل المستخدمين. وكذلك يقوم بحذف الفيديوهات التي تتضمن مشاهد العنف وكذلك عن طريق التبليغات التي يرسلها المستخدمين.

ونادرا ما يقوم التنظيم بإعادة فتح الصفحات المحذوفة التابعة له، حيث يتبع اسلوبا اخرى لنشر فيديوهاته في الصفحات الداعمة له واحيانا المناهضة لتفكيره.

رابعاً: المدونات

يسخر تنظيم داعش خدمة المدونات لصالح نشر افكاره وفيديوهاته، حيث يقوم عناصر التنظيم باستغلال خدمة التدوين المجاني لعمل صفحات على شبكة الانترنيت ومن ثم نشر فيها الفيديوهات والصور التي تخدم إغراضه الدعائية.

والمدونات هي مواقع الكترونية تقدم خدمة انشاء صفحات على شبكة الانترنيت، وبإمكان مدير تلك الصفحات تعديل تصميمها لتكون ملائمة للهدف الذي تستخدم خلاله الصفحة.

وتتيح هذه المدونات للتنظيم نشر مقاطع الفيديو وعرض الصور ونشر الخطب بطريقة اكثر مرونة من ناحية التصميم والاداء، ما يتيح نشر عدة مقاطع مع عدة صور في الصفحة الواحدة، وإضافة الشعارات والخلفيات. 

ومن مميزات المدونات، امكانية البحث عنها في محركات البحث على شبكة الانترنيت مثل جوجل وياهو.

كما أن أغلب هذه المدونات مجانية  تقدمها مواقع مثل بلوجر https://www.blogger.com/ او وورد برس https://www.blogger.com/home?pli=1 والتي لاتستوجب من الناشر الا التسجيل داخل الموقع، في حين بعض المواقع لا تحتاج إلى عملية تسجيل ويمكن نشر المواد بصورة مباشرة مثل موقع الناشرhttp://nasher.me/ او جاست باست https://justpaste.it/.

تحميل الفيديوهات

يستغل داعش المواقع تحميل الفيديوات العالمية المتاحة للجميع ونقلها إلى حاسبات المشاهدين، من اجل تحميل مواده الدعائية مثل فورشيرhttp://www.4shared.com/، وكذلك موقع ادفلاي http://adf.ly/.

وغالبا ما ينشر التنظيم فيديوهاته الدعاية باكثر من صيغة وباكثر من درجة دقة ووضوح وهدفه من ذلك ان يناسب كل المتابعين لمثل هذه الفيديوهات، وكذلك لتناسب سرعة خدمة الانترنيت البطيئة. 

 

ملاحظات الخبراء

 

يقول خبير المعلوماتية في "ببيت الإعلام العراقي"، ان بإمكان عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بسهولة فتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء صفحات على الانترنيت وتصميمها وشراء النطاقات الإلكترونية خاصة بها.

ويضيف ان بامكان التنظيم شراء مقدم خدمة للمواقع الالكترونية (سيرفر) بأكمله، عن طريق الاتصال بالشركات المجهزة لهذه الخدمة في اوروبا او اميركا ودفع  الاجور المالية لهم، وبعد ذلك يتيح رفع الملفات وتصميم مواقع خاصة بهم.

واوضح سبب كل ذلك هو عدم وجود قوانين وأنظمة تنظم الية عمل الشركات المجهزة، ما مكن التنظيم من شراء النطاقات والسيرفرات بصورة الالكترونية ودفع الاجور بواسطة الانترنيت.

وذكر ان عملية  شراء النطاقات والسيرفرات لا تخضع للرقابة، ويستطيع اي شخص ان يقوم بها.

واعطى الخببر مثالاً بان شركة غو دادي https://www.godaddy.com/  لديها اكثر من 16 مليون نطاق الالكتروني، لذلك من صعب جدا مراقبتها.

لكنه اشار إلى ان هذه الشركات تعتمد على تلقي الشكاوي من قبل المتابعين لمراقبة هذه الخدمات او اغلاقها ، ولكن 90 بالمائة الشركات ترفض هذه الشكاوي بحجة الحفاظ على الحرية الشخصية.

وافاد ان عناصر تنظيم داعش يقومون برفع معلوماتهم على اكثر من سيرفر و اكثر من نطاق، وغالبا ما يلجأون إلى شراء سيرفرات ونطاقات من اكثر من شركة في دول مختلفة من العالم. وذلك يتيح لهم تشغيل مواقعهم الالكترونية على اكثر من نطاق او سيرفر وتنقل فيما بينها لتجنب ايقافها.

 وذكر ان حذف الصفحات والفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي تتم عن طريق التبليغات التي يقدمها المستخدمون، الا ان موقعي الفيس بوك واليوتيوب لديهما قوانين تقوم من خلالها بحذف الفيديوهات والصفحات التي تقدم مواد "غير مرغوبة" والتي تشجع على العنف بالإضافة إلى التبليغات.

 

 

  • بيت الاعلام العراقي

    رصد تسلل مصطلحات "داعش" إلى أروقة الصحافة

    أصدر "بيت الإعلام العراقي" سلسلة تقارير رصد فيها المصطلحات المستخدمة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" في حملاته الدعائية والتي تسللت بصورة واسعة إلى التغطية الصحفية لوسائل الإعلام المختلفة.

  • الرصد السنوي لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق

    يؤشر الرصد السنوي لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق/ PFAA نكوصا مماثلا لما سجلته العام الماضي، في أعداد الانتهاكات التي تطال الصحفيين/ات والعاملين/ات في مجال الصحافة والاعلام، من خلال الرصد اليومي والآني لمجمل الانتهاكات.

  • ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی

    ڕووماڵی دزەکردنی چەمك ودەستەواژەکانی "داعش" بۆ ناو ڕاڕەوەکانی ڕۆژنامەگەری

    "ماڵی ڕاگەیاندنی عێراقی" زنجیرە ڕاپۆرتێكی بڵاوکردۆتەوە كە تیایدا ڕووماڵی ئەو چەمك ودەستەواژە بەكارهاتووانە دەكات لە هەڵمەتەكانی ڕاگەیاندندا لەلایەن ڕێكخراوی دەوڵەتی ئیسلامی ناسراو بە "داعش" كە ئەم چەمك ودەستەواژانە بە شێوەیەكی بەر فراوان دزەی كردووە بۆ ناو ڕووماڵە ڕۆژنامەگەرییەكانی دەزگا جۆراوجۆر وجیاوازەكانی ڕاگەیاندن.

  • The killing of journalist Shireen Abu Akleh must be condemned

    The Palestinian journalist was shot and killed on Wednesday 11 May while she was on duty covering the occupation’s illegal actions in the Palestinian city Jenin. IMS condemns what looks like a extrajudicial execution and calls on all human rights organisations and democratically minded States to do the same.

كيف تقرأ الصحف اليومية العراقية؟

  • النسخة الورقية
  • النسخة الألكترونية