تغطية أجنبية لتظاهرات العراق: الشارع يتحدى السلطة.. والسياسيون يقبلون الإصلاح "على مضض"
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > تغطية أجنبية لتظاهرات العراق: الشارع...
أفردت الصحف العالمية بأهمية الاحتجاجات التي انطلقت في بغداد والمحافظات منذ مطلع آب (أغسطس)، فكانت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية من أولى الصحف التي بدأت بتغطية المظاهرات ونتائجها ومدى إستجابة الحكومة لها، فضلاً عن القرارات والإجراءات التي إتخذتها الحكومة العراقية لتدارك الأزمة الحاصلة في العراق.
ونشرت الصحيفة مقالاً بعنوان “المواطنون العراقيون يحتجون على انقطاع الكهرباء في ظل وصول درجات الحرارة إلى 122 درجة”.
وذكرت أن ارتفاع درجات الحرارة وخصوصاً في المناطق الجنوبية كالبصرة إلى 122 درجة المترافق لإنقطاع الكهرباء والماء دفع الناس للخروج إلى الشوارع والتظاهر.
وفي السابع من آب (أغسطس) نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالها الثاني بعنوان، “ لقد طفح الكيل.. متظاهرو بغداد يتحدون رئيس الوزراء العبّادي”.
وأوردت فيه، “آلاف المتظاهرين يحتشدون في ساحة التحرير في بغداد يصرخون بشعارات وحاملين الأعلام العراقية. إمتدت المظاهرات إلى مختلف المحافظات يغذيها الغضب الناتج من نقص الكهرباء، والمطالبة بتحسين الخدمات والإصلاحات الإقتصادية، وإنهاء الفساد.
وذكرت في المقال ذاته ما أورده أحمد الصافي أحد أكبر مساعدي آية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة قائلاً، إن “المطلوب من العبادي هو أن تكون إصلاحاته أكثر شجاعة وجرئة”. رد عليه العبادي في بيان لاحق: “أعدك أن يُعلن عن خطة إصلاح شاملة”.
وذكرت الصحيفة مطالب المحتجين المختلفة من إنهاء الفساد المنتشر في العراق إلى إلغاء البرلمان والإستعاضة عنه بنظام الحكم الرئاسي، وبدرجات متفاوتة المطالبة باستقالة حيدر العبادي من منصبه.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالها الأول عن المظاهرات العراقية والذي كان بعنوان، “آلاف العراقيين يتظاهرون احتجاجا على الفساد وانقطاع الكهرباء”، قالت فيه إن العديد من المتظاهرين تجمعوا في ساحة التحرير في بغداد والناصرية رافعين شعارات “جميعكم إلى المحكمة.. جميعكم لصوص”.
وذكّرت الصحيفة بموقف المرجع الديني علي السيستاني ودعوته العبادي إلى اتخاذ إجراءات صارمة أكثر للقضاء على الفساد، فضلاً عن رد العبادي الذي أكد “التزامه التام بتوجيهات المرجعية”.
وفي العاشر من آب (اغسطس) نشرت صحيفة الغارديان مقالاً بعنوان “مجلس الوزراء العراقي يستجيب لمطالب المحتجين ويوافق على خطة الاصلاحات”.
وأشارت فيه أن مجلس الوزراء العراقي وافق على خطة إصلاح واسعة النطاق من شأنها إلغاء بعض المناصب والوزارات بالإضافة إلى الحد من نفقات المسؤولين وغيرها من الاصلاحات.
في الوقت الذي قالت فيه صحيفة الغارديان إن مجلس الوزراء “استجاب” لمطالب المتظاهرين، انتظرت واشنطن بوست إلى يوم الحادي عشر من آب (أغسطس) لتنشر مقالاً بعنوان، “العبادي يفوز بدعمٍ لخطته الإصلاحية لكن طريقه محفوف بالمخاطر”، لتعلن عن استجابة مجلس الوزراء لمطالب المتظاهرين، قائلةً، “وافق البرلمان العراقي يوم الثلاثاء وبأغلبية ساحقة على مجموعة التدابير الرامية إلى القضاء على الفساد والاسراف في الانفاق الحكومي، وفتح الطريق أمام أكبر عملية اصلاح النظام السياسي في البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
وبعد انتظار طويل نشرت السي أن أن مقالها الوحيد عن التظاهرات الذي تضمن فديو يحمل تقريراً لجمانه كرادشة أشارت فيه إلى إن العراقيين نزلوا إلى الشوارع في مظاهرة واسعة النطاق تدعوا إلى التغيير بعد أن سئموا من عدم وجود الخدمات الأساسية وإنتشار الفساد.
تابعت الغارديان تغطيتها بمقال نشرته نهاية شهر آب (أغسطس) يحمل عنوان: “تُظهر الأحزاب الحاكمة في العراق وقوفها إلى جانب المظاهرات، لكن هل قلوبها معها حقاً؟”، ذكرت فيه إن المحتجين نزلوا منذ أربع سنوات إلى الشوارع فقوبلوا بالرصاص، على العكس مما حصل الان حيث استُقبلوا بورود بلاستيكية في فوهات بنادق الجيش والشرطة.
كما وأشارت إلى موافقة البرلمانيين والأحزاب السياسية على سلسلة الإصلاحات المُقترحة، ونقلت عن أحد السياسيين انه يستبعد تخلي المالكي عن 70 سيارة و500 شخص من الأمن الخاص به.
وحمل مقال لاحق لـ “الواشنطن بوست” عنواناً، “تحمّس سابق لأوانه حول إصلاحات الحكومة العراقية الجديدة”، تساءلت في ما إذا كان العبادي وقراراته سيشكلان تغييراً حقيقياً حيث إن قراراته لم تأتي بجديد عن سابقاتها وخصوصاً وإن سجل العبادي خلال السنوان الماضية ليس ملهماً بشكل خاص سواء خلال فترة المالكي أو خلال تواجده في البرلمان العراقي.
على المنوال نفسه، نشرت الواشنطن بوست مقالا اخر في 21 اب (أغسطس) بعنوان “ما وراء الإرهاب، زعيم العراق يسعى لمكافحة الفساد”، نوهت فيه الى فساد المالية العراقية مجددة السؤال عن قدرة العبادي على إحداث تغيير.
وفي 28 من آب (اغسطس) نشرت الواشنطن بوست مقالا ذكرت فيه تأييد رجال الدين في العراق للتظاهرات ومطالبتهم الجكومة بأن تكون جادة في إتخاذ خطوات حازمة للإصلاح تحب عنوان، “كبار رجال الدين في العراق يصرحون بأنه على الحكومة أن تسعى بصدق للتغيير”.
وفي مقال آخر حمل عنوان “كبار رجال الدين في العراق: محاربة الفساد تتطلب خطوات حقيقة”، أشارت فيه إلى إنهم كرروا في خطب الجمعة دعوتهم الحكومة إلى الجدية في تنفيذ القرارات.