خصوصيات الصحافي الإلكتروني
الصفحة الرئيسية > أفكار > خصوصيات الصحافي الإلكتروني
الصحافيون بدأوا يشعرون بضرورة تقديم شيء جديد إضافي وذلك لإحساسهم باختلاف العلاقة مع القارئ واختلاف التحرير والنشر.
استبق فاذكر ما صار معروفا بأن مفردة صحافي تعني كل من يعمل في وسائل الإعلام ولا تقتصر على من يعمل في صحيفة مطبوعة، وفي العديد من الدول يسمّى ما يعرف عندنا بكلية الإعلام باسم كلية الصحافة أو كلية الميديا التي تعني وسائل الاتصال الجماهيري الرئيسية وخاصة التلفزيون والإذاعة والصحف، ثم جاء الإعلام الإلكتروني الذي اتسع انتشاره بشكل هائل بعد أن صارت قراءته لا تقتصر على الكمبيوتر وإنما عبر الهاتف الذكي واسع الانتشار.
ولا أريد أن أخوض في تعريفات أساتذة الإعلام لمصطلح الصحافة الإلكترونية بحسب درجة استفادتها من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوسائط المتعددة. الملتيميديا، فالصحافة الإلكترونية ببساطة نوع من الاتصال بين البشر يتم عبر البث الفضائي، باستخدام مهارات العمل في الصحافة المطبوعة معززة باستخدام مهارات الكمبيوتر في تجسيد النص والصوت والصورة والرسوم التوضيحية مع ميزة سرعة نشرها بين الجماهير عبر الفضاء الإلكتروني.
ويعود تاريخ نشأة الصحافة الإلكترونية إلى سبعينات القرن الماضي وكان أول ظهور لها مرتبطا بصحيفة مطبوعة، أي أنها كانت نسخة إلكترونية لجريدة ورقية تتم قراءتها من خلال جهاز كمبيوتر عبر شبكة الإنترنت، ثم بدأ صدورها كجرائد ومجلات إلكترونية ليست لها إصدارات عادية مطبوعة على الورق، فظهر مصطلح “صحافة الإنترنت”.
ورغم عدم القدرة على التحديد الدقيق لتاريخ نشوء أول صحيفة إلكترونية، إلا أنه يمكن القول إن “هيلزنبورج داجبلاد” السويدية هي الصحيفة الأولى في العالم التي ظهرت بالكامل على شبكة الإنترنت عام 1990. وفي العام 1992 أصدرت شيكاغو أونلاين أول صحيفة إلكترونية على شبكة أميركا أونلاين وبدأت غالبية الصحف الأميركية تتجه إلى النشر عبر الإنترنت فبلغ عددها 368 في منتصف العام 1996. وفي العام 2000 كانت هناك أربعة آلاف صحيفة إلكترونية على الإنترنت في العالم.
وهكذا نشأ جيل جديد من الصحف هي “الصحف الإلكترونية” التي تخلت عن الورق والحبر والنظام التقليدي للتحرير وتمتعت بالتوزيع عبر القارات والدول بلا حواجز أو قيود رقابية. لكن الصحافيين بدأوا يشعرون بضرورة تقديم شيء جديد إضافي وذلك لإحساسهم باختلاف العلاقة مع القارئ واختلاف التحرير والنشر، كما أن من أبرز مزايا الصحافة الإلكترونية هو التجديد الفوري للأحداث والأخبار بتفاصيل جديدة إضافية طارئة تطلبت من الصحافي جهودا ومهارات استثنائية لمعالجة فورية.
وقد اتضح بالرغم من العمر القصير للصحافة الإلكترونية أنها تتطلب من الصحافي إضافة إلى مهاراته الصحافية التقليدية أن يكون ملمّا بالإمكانيات التقنية وبشروط الكتابة للإنترنت وللصحافة الإلكترونية كوسيلة تجمع بين نمط الصحافة ونمط التلفزيون المرئي ونمط الكمبيوتر، وأن يضع في اعتباره أيضا عالمية هذه الوسيلة وسعة انتشارها وما يرافق ذلك من اعتبارات تتجاوز المهني إلى الأخلاقي تفرض على الصحافي التزامات مهنية وإعلامية كبيرة.
فهل تؤمن المؤسسات الإعلامية الإلكترونية للصحافي العامل فيها ظروف عمل وتعامل مريحة ومناسبة؟
هذا التساؤل أثار اهتمام اتحاد الصحافيين الأوروبيين الذي يركز منذ 2015 على واجباته النقابية في الدفاع عن حقوق الصحافيين وتبني الإجراءات الإيجابية لتطوير ظروف عملهم وتحسينها.
وأكد الاتحاد على صفحته على الإنترنت أن “هدفه الاستراتيجي هو ضمان مستوى مرموق للصحافيين من حيث الأجور وظروف العمل وحقوق الملكية ومكافحة استعمال العنف ضد الإعلاميين”.
ويذكر أن اتحاد الصحافيين الأوروبيين أضحى منذ مطلع العام 2016 يسلط الضوء على موضوع صحافيي الإنترنت وظروف عملهم، فنشر استطلاعا للرأي بين صحافيي جميع دول الاتحاد الأوروبي تضمن أسئلة تتعلق بظروف العمل في الصحافة الإلكترونية في أوروبا. ما هي الاختلافات في العمل بين الصحافة الورقية والإلكترونية من حيث التوظيف والأجور؟ هل من ضرورة لإجراء تحسينات وفي أي مجالات؟ ما هي أبرز خصائص العمل في الصحافة الإلكترونية؟ هل يحتاج الصحافي التقليدي إلى تأهيل خاص للعمل في الصحافة الإلكترونية؟… إلخ. وقد حدد الاتحاد 12 أكتوبر القادم كآخر موعد لتقديم الأجوبة لعله يخرج بتوصيف مهني للعمل في الصحافة الإلكترونية.