ستة تطورات على مواقع التواصل الاجتماعي ستغير وجه العالم
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > ستة تطورات على مواقع التواصل...
ترجمة سارة الراوي
يستعمل ملايين الأشخاص حول العالم وسائل التواصل الاجتماعي وهم في زيادة مطردة، إذ تشير التقديرات إلى أن عددهم سيصل بحلول عام 2018 إلى قرابة مليارين و440 مليون إنسان مقارنة بـ970 مليون في عام 2010.
وتستعمل وسائل التواصل في مختلف تفاصيل الحياة الحديثة، من العلاقات الشخصية إلى الترفيه مروراً بالعمل والدراسة، وللدلالة تكفي غلإشارة إلى أن 30 مليون رسالة ترسل على الفيس بوك، و350 مليون تغريدة على موقع تويتر، كل دقيقة.
وهذا الشغف لم يغير من طريقة التواصل الإنساني حسب، بل وأيضا من طريقة أداء الأعمال والتحكم بها، فضلاً عن طريقة العيش في مختلف المجتمعات، مثلما يؤثر على الناس ويغيرهم بسرعة مخيفة.
ويرجح المعنيون حصول التطورات الستة الآتية بشأن الطرق التي ستُغير بها وسائل التواصل الاجتماعي العالم، اعتماداً على خبراء مركز الأجندة العالمي:
1- من خلال الصناعة
إذ يتوقع أن تنتقل وسائل التواصل من مرحلة "من الجميل أن يكون"، إلى مرحلة "العنصر الأساس" في أي استراتيجية عمل.
فقد بدأ ذلك من غرف الأخبار، إذ ترى كلير اردل من Tow Center للصحافة الرقمية، إنه "خلال سبع سنوات فقط، توقفت غرف الأخبار بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تعد مهارات وسائل التواصل مقتصرة على أشخاص معينين ولا حكراً على فريق صغير في غرفة الأخبار، بل أصبحت تؤثر على الطريقة التي تدار بها منظمة كاملة".
وتؤكد اردل، على أن مواقع التواصل الاجتماعي، تشكل الطريقة التي "تنتشر بها الشركات العاملة وراء غرف الأخبار سواء كان ذلك من خلال التسويق الالكتروني أم من خلال قنوات اتصال جديدة لخدمة الزبائن"، وتضيف أنه ينبغي أن "تأخذ الصناعات الأخرى بعين الاعتبار الدروس المستفادة من غرف الأخبار ويتأكد أصحابها أنهم على بعد خطوة واحدة من وسائل التواصل الاجتماعي".
2- بنوك مستقبلية
تخيل أن تكون قادراً على دفع الايجار أو أن تستثمر في مجالك، كل هذا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المفضلة لديك، إن تحقيق هذا الحلم قد لا يكون بعيداً جداً، بحسب الخبير في موقع Lenddo ، ريتشارد إلدريدجمن.
ويقول إلدريدجمن، إن وسائل التواصل الاجتماعي "تحول العلاقات المصرفية بطريقة مهمة جداً من خلال تحسين خدمة المستخدمين بنحو يسمح لهم بإرسال الاموال إلى الآخرين عبر المنصات الالكترونية"، ويبين أن شركات التقنيات المالية الجديدة "تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة الناس بفتح الحسابات المصرفية ببساطة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي تساعد أيضاً بالحصول على القروض".
ويستدرك الخبير، "لكن ذلك لن يحدث بدون مشاكل"، ويرى أن "التحدي الأكبر يكمن بالحفاظ على معايير الأمان وضمان تقديم العملاء لمعلومات شخصية صحيحة، لذلك سيكون على المصارف تنفيذ إجراءات متطورة على وسائل التواصل الاجتماعي".
3- تغيير واقع الرعاية الصحية
يستخدم قطاع الرعاية الصحية وسائل التواصل الاجتماعي لتغيير طريقة عمله، من خلال حملات التوعية أو الزيارات "الافتراضية" التي يقوم بها الأطباء للمرضى أو الراغبين بالحصول على استشارة صحية، عبر تطبيق سكايب.
كما تساعد وسائل التواصل الاجتماعي مجموعات من الناس لإبقاء المرضى الذين يعانون من الحالة نفسها، على اتصال دائم فيما بينهم، بحسب ما يقول كل من شانون دوسيماغون، من المختبر العام للعلوم والتكنولوجيا المفتوحة، ولي آيسي، من مركز مايو كلينك للتواصل الاجتماعي والشبكة الصحية للتواصل الاجتماعي.
ويرى الخبيران، أن وسائل التواصل الاجتماعي "مسؤولة عن التغييرات المتصلة بالصحة العامة والشخصية لاسيما من خلال تسهيل مشاركة المعلومات مع عدد أكبر من الناس".
لكنهما يعتقدان أن ذلك "ليس أمراً جيداً على الدوام، لأن وسائل التواصل لا تساعد الخبراء والجهات الرسمية على مشاركة المعلومات المهمة بسرعة، عند تفشي مرض معين، ما يشكل جانباً سلبياً فيها"، ويعدان أن سائل التواصل الاجتماعي "تشكل سلاحاً ذو حدين حيث أنها تسمح لغير الخبراء بمشاركة المعلومات بالسرعة نفسها التي تشارك فيها الجهات الصحية المختصة ذلك إن لم يكن أولئك الأشخاص أسرع منها".
ويؤكد الخبيران دوسيماغون وآيسي، أن هذا "هو ما ينبغي للقطاع الصحي أن يخطط له ليكون قادراً على الاستجابة ومكافحة التضليل أو دعم المعلومات الدقيقة المُشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي".
4- التأثير على آلية الحكم
فقد تغير مفهوم المشاركة المدنية والاشتباك، في ظل الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول ايلين جيو، من مؤسسة "إمباشن ميديا" بشأن آثار الإعلام، إن وسائل التواصل الاجتماعي "سمحت للمواطنين أن يكونوا مصدراً للأفكار والخطط والمبادرات بصورة أسهل مما مضى"، وتتوقع أن يحمل المستقبل "المزيد من القادة الذين يحتضنون هذا النوع من الحكم الشفاف، حيث أنه من السهل لهم أن يتواصلوا مع ناخبيهم، بعد أن كان يتوجب عليهم سابقاً السفر للقائهم، في حين أن الانترنيت يسهم بتعزيز الروابط بينهما فضلاً عن توفر منبراً مباشراً للإسهام في مبادرات الحكومة".
5- الاستجابة السريعة في حالة الكوارث
إن إتاحة خاصية "التحقق من السلامة" أو "سيفتي تشيك" من قبل موقع فيس بوك، مكنت المستخدمين المتواجدين في أماكن الكوارث، من إبلاغ الآخرين عما إذا كانوا بأمان، وبالإطلاع على شبكة Crisis Mappers ، وجد أن الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي والاتصالات الرقمية توفر استجابة سريعة في حالة الكوارث.
وتقول هيذر ليسون، من معهد قطر للحوسبة، إن "الأهم بالنسبة لنا هو أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر إغاثة في حالة الكوارث أينما كنا حيث يتمكن المستجيبون الرقميون من التدخل بسرعة في حالة وجود أخبار عن أي كارثة طبيعية أو حالات طارئة، ما يتيح تشكيل فرق تعتمد على مهارات متطوعين حيث يستخدم المستجيب الرقمي أوقاتهم ومهاراتهم بالإضافة إلى شبكاتهم الشخصية في محاولة لتقديم المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها"، وتعد أن هذه المساعدات الإنسانية الرقمية "تسهم في سد فجوة الاستجابة السريعة للكوارث في أنحاء العالم".
6- مرصد عالمي ضد المخاطر
يعد الربيع العربي من الأمثل البارزة على مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمعات حول العالم، ليس من خلال جمع النشطاء مع بعضهم البعض حسب، إنما من خلال تقديم "منتهكي" حقوق الإنسان إلى المساءله، حيث استعملت المحتويات التي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي كدليل على "فضائع" الحرب و"انتهاك" حقوق الإنسان.
وقد جمعت تلك القدرة الكبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي، الناس على الرغم من تباين أفكارهم في مواجهة تحد آخر يتمثل بـ"تغير المناخ"، حيث اعطت لمستخدميها مساحة أكبر للتعبير عن رأيهم ورفض القرارات الحكومية التي تؤثر سلباً على البيئة، كما اعطتهم مساحة لإيجاد حلول واسعة النطاق من شأنها أن تؤثر على العالم ككل.
المصدر:
منتدى الاقتصاد العالمي
رابط الموضوع:
https://www.weforum.org/agenda/2016/04/6-ways-social-media-is-changing-the-world/