صحفيون موصليون: نعمل بلا نقابات تمثلنا.. وتعدد الموافقات الامنية يعيق عملنا
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > صحفيون موصليون: نعمل بلا نقابات...
قال صحفيون وإعلاميون وناشطون من الموصل في استطلاع اجراه مع "بيت الاعلام العراقي" ان العمل الصحفي يزداد صعوبة يوما بعد يوم بسبب تعدد الموافقات الأمنية التي يستوجب الحصول عليها لتغطية احداث مهمة خصوصا قصة الدمار ومعاناة السكان، ونوّهوا إلى غياب نقابات وهيئات تدافع عن الصحفيين في الموصل ما جعلهم حلقة ضعيفة امام اجراءات السلطات المحلية وقوات الأمن، واكدوا ان اغلب التغطيات الاعلامية باتت تعكس وسائل إعلام الاحزاب المتصارعة سياسيا في المدينة، فيما تُهمل عشرات القصص اليومية "الانسانية" عن المدينة بسبب ذلك.
أحمد جفال: وسائل الإعلام تغطية الاحداث من وجهة داعميها الحزبيين
يقول أحمد جفال وهو مراسل يعمل في قناة "دجلة" بأن مستوى الدمار في الجانب الأيمن لا يزال على حاله منذ ان وضعت الحرب اوزارها، ويستشد بالتقارير الأممية التي "تشير إلى 20 الف وحدة سكنية مهدمة".
ويضيف قائلا "بعد مرور عامين على تحرير الموصل القديمة لا تزال هنالك نسبة كبيرة من الانقاض في الشوارع العامة، فيما لم تصل الكهرباء الوطنية إلى عدد كبير من البيوت" والجهود المحلية لإعادة احياء المدينة تكاد "لا تذكر" وانما تقتصر على الجهود التي تبذلها المنظمات الدولية.
اما عن الكيفية التي يتم بها تغطية واقع المحافظة إعلاميا، يعتقد مراسل قناة "دجلة" بان الإعلام "المحلي" يعاني من عدم وجود جهات مستقلة "حيادية" لذلك كل "جهة تحاول تغطية وجهة نظر الاحزاب السياسية التي تدعمها"، بالتالي تسعى لان تكون تقاريرها ومتابعاتها "بالصورة التي يريدها الحزب ان تظهر"، ما يعني عدم وجود نقل لحقائق ماجرى في محافظة نينوى.
واسترسل بقوله، بان هنالك "غبن" لأهل الموصل في الكثير من النواحي حتى في مسالة ما فعله "داعش" خلال تلك السنوات على سبيل المثال "مجزرة 2070" الذين علقت أسماءهم في يوم واحد وتم اعدامهم لم تحصل على صدى إعلامي كما تستحق وكأن "الدماء التي سالت ليست دماء عراقية".
مؤكدا، "رغم وجود عدد من القنوات التي سلطت الضوء على الجانب الانساني والقصص المأساوية التي ربما اوصلت الفكرة عن الكثير بما حل بالموصل لكن لا يزال هناك الالاف القصص والالاف المواضيع التي تستحق ان تنقل لم يتم تداولها بشكلها الحقيقي".
و عن ابرز المشاكل التي تواجه الصحفيين في الموصل يوجزها احمد جفال بثلاث معوقات رئيسية وهي:
1- "الحصول على الموافقات الامنية" وهذه الموافقات تحتاج وقت طويل لا سيما وان انتاج تقرير معين يحتاج إلى يوم أو يومين حتى تاتي الموافقة الامنية"، واحيانا "تعدد مصادر القرار الذي ييعتبر واحدا من معضلات مدينة الموصل هنالك حشد وجيش وشرطة محلية، كل فئة تحتاج إلى تصريح خاص بها وهذا امر في غاية الصعوبة".
2- امتلاك بعض السياسين اجنحة مسلحة وهذه الاجنحة "المليشيات" ان اقدمت على فضح لعمليات فساد لهذه الجهة او تلك ربما ستتعرض إلى تهديد واحيانا قد يصل إلى القتل كما حصل مع الكثيرين من الصحفيين في الموصل.
3- الواقع الأمني في اطراف محافظة نينوى فيما يخص مناطق غرب نينوى لا تزال هنالك خلايا لداعش نشطة في تلك الاماكن تشكل عامل تهديد كل هذه المعوقات تضع قيود على حرية الكلمة في الموصل.
علي اياد: غياب حق الحصول على المعلومة
من جهته يقول علي اياد وهو صحفي من الموصل، بان نسبة الدمار كبيرة جدا خاصة في المنطقة القديمة التي تحولت بعض احياءها لكومة من الانقاض فضلا عن ما افرزه هذه الواقع من تدمير كبير للبنية التحتية لمدينة الموصل بأكملها.
ويضيف الصحفي الموصلي انه في الجانب الايمن لا يوجد مستشفى كبير سوى مستشفى الموصل العام والاخير ليس كافيا لاستيعاب المرضى فانشأت منظمة دولية مستشفى "كرافاني" اخر ولكن يبقى الواقع الصحي مترديا لا سيما وان نسبة الدمار كبيرة جدا.
اما على مستوى التعليم يؤكد اياد بان كثير من المدارس تعرضت للتدمير الكلي او الجزئي ولكن حالها الان افضل من المستشفيات كون المنظمات الدولية والمحلية اتجهوا لاعمارها.
وعن مأساة المنازل والبيوت المهدمة في عموم الايمن يقول اياد بان عمليات الاعمار بدأت بالفعل لكنها تتم بمساعدة منظمات دولية والتي من بينها منظمة undp ، غير ان هذه المنظمات تركت الاحياء التي نسبت دمارها أكبر من ٦٠% دون معالجة لانها لا تملك الامكانية لاعادة احياءها ويستشهد قوله بالمنطقة القديمة المطلة على النهر ومنطقة الشفاء قرب المجمع الطبي.
ويرى بان "اكثر وسائل الاعلام نقلوا صورة الخراب عن المدينة ولم ينقلوا الجانب المشرق عنها".
وثمة عدد من المعوقات التي ابرزها حق الحصول على المعلومة وهو مشكلة تخص العراق بصورة عامة ولا تقتصر على محافظة نينوى بعينها.
محمود طه: تغطيات إعلامية تحولت إلى تجارة بلا رسائل هادفة
يتفق مراسل قناة بلادي الفضائية محمود طه على ماذهب إليه زملائه قائلا، مستوى الدمار على صعيد الابنية والممتلكات الشخصية عالي جدا، وآخر احصائية كانت تتحدث عن "احد عشر الف وحدة سكنية تضررت بسبب الحرب".
ويضيف ان نسبة 60% - 70% من المتضررين في الجزء الغربي من المدينة والجانب الايمن قاموا باعمار منازلهم على نفقتهم الشخصية دون وجود لاي تعويضات من الحكومة المركزية الامر الذي اثقل كاهلهم جدا.
ويصف طه مستوى الدمار في المدينة القديمة، بانه كبير جدا لا سيما وانها عبارة عن "محلات"، والمحلة أصغر من الحي بقليل، هذا المحلات دمرت بالكامل مثل محلة "الشهوان"، "الميدان"، "القيلعات 90% منها دمر بالكامل"، ما يقل عن 1000 دار، اما باقي المحلات مثل "الفاروق" "المشاهدة"، "راس الجالدة"، "خزرج"، "باب البيض"، "البدن" فقدت حصل الضرر في 70% - 80% وقد أعاد الاهالي اعمارها بدعم من بعض المنظمات التي تكفلت بمساعدة الاهالي مثل منظمة "undp".
وعلى مستوى البنى التحتية مدارس مستشفيات، يقول مراسل قناة بلادي بان 90% من المدارس التي تضررت اعيد اعمارها عن طريق المنح التي قدمتها منظمات دولية عن طريق تريبة نينوى اما ال10% الأخرى والتي سويت مع الارض بالكامل تم تعويضها بمدارس كرفانية لحين إعادة اعمارها بشكل كامل، وبهذا فانه يقول ان مشكلة المدارس تقريبا تم حلها، فيما بقيت مشكلة المستشفيات التي تم تدمير 6 رئيسية بشكل كامل واهمها "المجمع الطبي" الذي يعتمد عليه اكثر من مليون ونصف نسمة، لم يعد إلى هذا المجمع سوى مستشفى الجمهوري الذي بني بطريقة الكرفانات، اي انه لم يعد اعماره إلى الان. اما جانب المستوصفات الصحية في المناطق الشعبية فان نسبة الضرر فيها كانت كبيرة جدا لان اغلب عناصر "داعش" كانت تستخدمها مقرات او مضافات لهم او معسكرات ايضا تم اعمار جزء كبير منها على يد المنظمات الدولية من خلال الدعم والمنح تقريبا، مشكلة المستوصفات ايضا انتهت رغم انها تقدم خدمات صحية قليلة وضئيلة جدا.
بصورة عامة واقع الصحة في العراق وتقديم الادوية والعلاجات هو واقع مزري لذلك واقع المدينة من حال باقي المحافظات لكن ما يزيد الامر سوءا ان المدينة خرجت من حرب كانت كبيرة جدا.
ويردف طه وصفه لواقع المدينة في ما يخص المعامل الانتاجية التي كانت تنتج مواد غذائية مثل "البرغل، الجريش، الحبية، المعكرونة" كان لدينا كمية كبير من المعامل التي تنتج في الجانب الغربي وتصدر إلى كافة المحافظات العراقية وصولا للبصرة، 70% تعرضت لضربات جوية واضرار بالحرب بعدما اتخذها عناصر داعش مقرات ومعامل تفخيخ وبالتالي مستوى الدمار على هذه الطاقات الانتاجية كان كبير ولا يوجد اي آلية لاعادة احياءها، بالتالي معالجاتها 0%.
وعن التغطية الاعلامية للمحافظة يقول طه رغم انها اخذت حيزها الكافي منذ تحريرها وإلى اليوم سواء بنشرات الاخبار او الصحف او مواقع التواصل الاجتماعي لكنها كانت عبارة عن تجارة اعلامية او مادة قصصية تشد المتابعين وتجذب الانتباه لم تحصل على ردود الفعل ولم تحقق الرسائل المرجوه الهادفة سواء بتحريك الحكومة المركزية للنظر والاهتمام إلى هذه المدينة المنكوبة.
فيما يخص مشاكل الصحفيين في المحافظة يختصرها محمود طه بالعناوين الاتية:
1- مشكلة التنسيق بين وسائل الاعلام والاجهزة الحكومية دائما هنالك مشاكل في التنسيق والتبليغات، هذا من جهة، من جهة أخرى يقول هل "تصدقون انه لا يوجد في الموصل نقابة او مقر للصحفيين هذه مهزلة بكل معنى الكلمة"، الحكومة المحلية لا تهتم ولا توفر للصحفيين والاعلامين مقر ثابت لتمشية امورهم وتسهيلها هذه معضلة حقيقة وواحدة من العقبات.
2- مسالة الاحتكاك مع الاجهزة الامنية، عادة ما يطلبون الموافقات للتصوير وهي اجتهادات شخصية نظرا لعدم وجود منع لوسائل الاعلام المحلية لا سيما وانها موجودة في المحافظة بصورة يومية ومتكررة وهي اجتهادات فردية من المنتسبين والضباط الافراد الذي عادة ما يطالبون بالحصول على موافقات او التنسيق مع قيادة الشرطة بالتالي الامر لا يحتاج إلى موافقة، وهذا المضايقات نتعرض لها كاعلامين بصورة مستمرة خاصة وانها تودي لمشاكل اكبر حين يحدث احتكاك يودي إلى تعدي لفضي او جسدي الامر الذي حصل قبل عدة اشهر مع كادر قناة دجلة الفضائية باعتداء احد افراد الشرطة على مصور .
3- قيادة عمليات نينوى تعطي تصريح تخول الجهة الاعلامية بحرية في كافة ارجاء المحافظة الا انها تكون لشخص وبالتالي تنتهي وتحتاج لتجديد هذه مشكلة حقيقة.
نحن في النهائية كوسائل اعلام نعتمد عن علاقاتنا الشخصية لتجاوز العقبات ونحاول تسهيل العمل بهذه الشاكلة.