المترجم.. أمانة صحفية مضاعفة
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > المترجم.. أمانة صحفية مضاعفة
تعتبر الترجمة الصحافية احد فروع الصحافة المختلفة، وذكر مترجمون عراقيون لـ"بيت الإعلام العراقي" ان نقصا كبيرا في المواد المترجمة تشهده وسائل الإعلام العراقية.
وقال المترجم الصحافي كوران قادر، إنه “يتوجب على المترجم الالتزام بالحياد الكامل، والأمانة في نقل المعنى الحقيقي للمادة المراد ترجمتها، بعيدا عن التوَجهات السياسية والطائفية والقومية والاثنية”.
واضاف، ”المترجم الصحافي يصادف كثيرا في عمله بشكل شبه يومي ترجمة مواد صحافية تحتوي على معلومات حساسة وخطيرة مثل التصريحات السياسية او نقل الاحداث الامنية، وهذا ما يفرقه عن المترجم الاعتيادي الذي قلما ما يضطر لترجمة معلومات ذات طابع حساس".
وتابع، “هنا يأتي دور موهبة المترجم في نقل التصريحات والمعلومات الحساسة من لغة إلى اخرى، واي خطا قد يؤدي إلى مشكلات لا يحمد عقباها، لذلك العمل في هذه المهنة يجب ان يكون هامش الخطا فيه ممنوع".
واوضح قادر في حديثه، ان “المترجم الصحافي يجب ان يتحلى بالأمانة الصحافية والأمانة الترجمة، لذلك يكون ضغط عمله تحت أمانتين وهذا ما يميز هذه المهنة".
وذكر عميد كلية الاعلام في جامعة بغداد هاشم حسن، ان “ما يميز المترجم الادبي الاعتيادي عن المترجم الصحفي ان الاخير يجب ان يمتلك ميزة اضافية وهي محافظة على روح النص ومضمونه وعلى الحقائق المتوفرة فيه، وهذا يتطلب مهارة عالية”.
واضاف، “مهنة الترجمة الصحافية لا تسمح للمترجم ان يحذف او يضيف او يوحي ليفسر فكرة او حقيقة معينة، وان المقياس العام لهذه المهنة ان يقرأ النص المترجم من قبل المتلقي كما لو كان يقرأه بلغته الام”.
وتابع، “كما يتوجب على المترجم الصحافي ان يخضع هو الاخر إلى مواثيق العمل والشرف الصحافي التي تنطبق على جميع العاملين في الصحافة”.
وأشار حسن إلى أن “بعض الجهات الإعلامية تتلاعب بالنص الأصلي المترجم، وهذه خيانة كبيرة لهذه المهنة، ودعا المترجمين إلى رفض هذا التلاعب في حال حدوثه، ووقوف امام إرادة هذه إدارات هذه الجهات من اجل الحفاظ على مواثيق العمل والشرف الصحافي”.
من جهته، انتقد المترجم الصحافي مصطفى قيس وسائل الإعلام العراقي التي تقلل من شأن عمل المترجم لديها، او بعضها تفتقر لخدماته اصلاً.
واضاف ان “عمله يعتبر جسرا بين الحضارات العالم المختلفة، لنقل ثقافة واخبار الأمم الأخرى، والذي أصبح امرا في غاية الاهمية بنسبة لوسائل الإعلام العالمية”.
وعلى الصعيد المحلي، اوضح قيس ان الوسائل الإعلام العراقية لديها نقص واضح في الترجمة من اللغات الدولية من جهة، واللغات التي يتحدثها الشعب العراقي من جهة اخرى، مثل الترجمة من العربية إلى الكردية او التركمانية والعكس صحيح”.
يذكر ان "بيت الإعلام العراقي" قد سجل في احد تقاريره ان المنافذ الحكومية تعاني هي الاخرى من عدم وجود الترجمة لبياناتها الرسمية وخصوصا من وإلى اللغتين الأساسيتين في العراق وهما العربية وكردية.