مركز مترو يدعو لإعادة النظر في الخطاب الديني الأعلامي
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > مركز مترو يدعو لإعادة النظر...
في اطار فعاليات إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة عقد مركز مترو للدفاع عن الصحفيين مؤتمراً في السليمانية لمناقشة اوضاع الصحفيين والفضاءات المتاحة لحرية التعبير في اقليم كردستان، بحضور صحفيين واكاديميين وبرلمانيين ورجال قانون، داعيا الى اعادة النظر في الخطاب الديني في كردستان.
منسق المركز رحمن غريب قال ان هناك مساحة من الحرية الصحافة في الاقليم، ولكنه أشار الى ان الانتهاكات والعراقيل مازالت تشكل عائقاً امام العمل الصحفي، ومازالت القوانين والجهات التنفيذية عاجزة في محاسبة مرتكبي الانتهاكات ضد الصحفيين.
من جهته أكد الصحفي دانا أسعد على ماذهب اليه غريب في وجود فضاء جيد لحرية الصحافة في الاقليم، لكنه اشار الى ان ازمة التمويل المالي للمؤسسات الصحفية المستقلة قد تؤثر بشكل كبيرعلى حيادية وخطاب هذه المؤسسات وقد تفقدها جزءا من استقلاليتها.
وطالب الصحفي مصطفى صالح بمزيد من الحرية الصحفية وتسهيل مهمة الصحفي في الحصول على المعلومة.
وتقول عضوة البرلمان العراقي سوزان دلير في حديث لاذاعة العراق الحر ان لاوجود للصحافة الحرة في العراق، والقوانين التي شرعت في الاقليم لحماية الصحفيين لا تخلو من الثغرات، واشارت الى ان الصحفي والمؤسسات الصحفية العراقية حديثة العهد وقليلة الخبرة ، واضافت:»لاشك ان الاوضاع الامنية والسياسية في العراق القت بظلالها على العمل الصحفي، ولكن هذا لايجب ان يكون ذريعة لكبت الحريات الصحفية، للاسف لايوجد لحد الان قانون للعمل الصحفي في العراق ينظم حقوق الصحفيين وعملهم ، اما المشرع منها في اقليم كوردستان فهي عقيمة وبحاجة الى التفعيل».
يشار الى ان اقليم كردستان العراق شرّع قانون العمل الصحفي رقم 35 لعام 2007 وينص في مادته الثانية على ان «الصحافة في الاقليم حرة وحرية التعبير والنشر مكفولة لكل مواطن في اطار الحقوق والحريات الخاصة للافراد، وللصحفي حق الحصول على المعلومات التي تهم المواطنين والمرتبطة بالمصلحة العامة من مصادرها المختلفة وفق القانون».
وطالب مركز مترو للدفاع عن الحريات الصحفية في كردستان العراق في اليوم العالمي للصحافة باعادة النظر في الخطاب الديني في الإقليم لينسجم مع الواقع الحالي ويعزز التعايش السلمي بين جميع المكونات.
واصدر المركز في اربيل تقريراً بعنوان «الخطاب المتشنج.. قراءة في خطب الائمة والخطباء والدعاة والاعلام الاسلامي الكردي»، يشير الى الانتهاكات التي وردت في خطب الائمة والدعاة والاعلام المحسوب على التيارات الاسلامية الكردية، واعتبار ذلك الخطاب لا يخدم قضية التعايش ومكافحة الافكار المتطرفة.
وقال منسق مركز مترو هیوا عمر في حديث لاذاعة العراق الحر ان عدداً من الدعاة والاعلام الحزبي للاطراف الاسلامية قاموا بخروق امام قانون العمل الصحفي والقوانين والقرارات المعمول بها في اقليم كردستان، مشيراً الى ان المركز قام بدراسة اكثر من مائة خطاب وتوثيقها كدليل على هذه الانتهاكات. وتابع حديثه بالقول: «قمنا بتوثيق جميع الخطب الدينية وكيف انها ضد القوانين الصادرة من وزارة الثقافة».
واشار عمر الى ان المركز أعد هذه الدراسة للظروف الحالية التي تواجهها كردستان العراق في محاربة تنظيم «داعش» والذي بدأ منذ الصيف الماضي بشن هجمات موسعة على مناطق الاقليم، واضاف: «قمنا بهذا العمل من منطلق بان الظروف التي تواجهها كردستان والحرب مع التنظيم ليست حرب جبهات قتال فقط، وانما هي حرب يجب ان تقوم ايضا في المؤسسات الدينية والتربوية ايضا ضد هذا الفكر».
وشدد عمر على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة هذا الخطات الذي وصفه بالمتشدد، مطالباً باعادة النظر في ذلك الفضاء التي استغل واحتكر من قبل بعض الخطباء الذين خطبهم موجهة ولاتقبل الاخر وتهديد للتعايش السلمي.
الى ذلك يؤكد نقيب الصحفيين لفرع اربيل في نقابة صحفيي كردستان سمكو عبدالكريم على ضرورة تنظيم فضاء الحرية في كردستان، على اعتبار ان الاقليم لغاية الان ليس كيان مستقل بنفسه، ويضيف «هناك اناس يؤمنون بالحرية المطلقة وغير المشروطة، ولكون الإقليم ليس دولة او كيان مستقل لغاية الان، بسبب الظروف الموجودة في كردستان للاسباب السياسية والاجتماعية، ولهذا نحن نرى دائما كنقابة صحفيي كردستان ان هناك ضرورة لتنظيم الحرية والاخذ بنظر الاعتبار المصالح العليا لكردستان».
ويرى مراقبون للشأن الصحفي والاعلامي في كردستان العراق ان الحرية الصحافية حاليا تمر بازمة لوجود اسباب عديدة منها تتعلق بالسلطة، وبهذا يقول الصحفي والكاتب ممتاز الحيدري ان الصحافة والاعلام في كردستان تعيش بازمة معينة حيث السلطات تحاول التضيق على الاعلام ومن جانب اخر ان الوضع الاقتصادي اثر على الوضع الصحفي وعلى الحريات الصحفية والاعلامية وجعلته في ازمة.