نشرات أخبار مملة
الصفحة الرئيسية > أفكار > نشرات أخبار مملة
تقدم الفضائيات العراقية أكثر من ست نشرات إخبارية في اليوم، ثلاث منها تكون نشرات رئيسة والنشرات الاخرى تقتصر على تقديم موجز للأخبار.
في فن الصحافة تعد نشرة الأخبار بشكل هرمي تبدأ من أهم حدث وتنتهي بحدث رياضي او خبر من العيار الخفيف اضافة الى ورد تواً والسبق الصحفي لكي تحتفظ النشرة بأكبر عدد من المشاهدين الى نهايتها، وتقدم التقارير الطويلة في منتصف النشرة أو بعد الفاصل الاول لتهيئ ذهنية المشاهد للمتابعة، وهناك أشكال أخرى لإعداد نشرات الأخبار هي ما أصطلح على تسميته بالهضبة والسهل المنخفض، على العموم لا نريد الخوض في فنون الصحافة وعلومها لأنها ليست موضوعنا لكن ما لا نختلف عليه إن نجاح اية نشرة أخبار يعتمد على أسلوب المعد وهو رئيس التحرير وهيئة التحرير العاملة معه وقدرة الممسك بالمقود على صياغة الأخبار واعداد العناوين إضافة الى التقارير الفلمية والوثائقية والنقل المباشر من موقع الحدث.
ما يلفت أنتباه المشاهد لفضائية شبكة الاعلام العراقي ( الفضائية العراقية ) على سبيل المثال لا الحصر إنها إعتمدت أسلوبا واحدا في تقديم النشرات الأخبارية، تضيف كل يوم ضيفاً أو أكثر من بين مجموعة محددة صارت وجوهها مألوفة للمشاهدين، يبدأ المقدم بتوجيه السؤال للضيف الذي يكرر نفس المعلومات بصياغة جديدة، يشرح فيها للمشاهد ما توصل اليه من أستنتاجات ومعلومات وهي في الأغلب مبسطة وسطحية عدا إستثناءات معدودة وما لا تعرفه ادارة الفضائية ان أغلب المشاهدين ممن أستطلعت آراؤهم إتفقوا معي أنهم يغيروا القناة حال ظهور الضيف.
أمر يؤسف له لعدة أسباب أولها إن أدارة التحرير تبدو محرجة في تهيئة الضيف إما لأنها محددة بضوابط، او عدم كفاية الميزانية لتنويع الأستضافات، أو أنها تبحث عن نمط معين يتفق مع منهج القناة، وأياً كانت الأسباب فهي أمر ينتج ردود فعل سلبية لدى المشاهد الذي ينتظرنشرة أخبار محايدة تنقل الوقائع كما هي بدون رتوش او شرح من ضيف معززة بالصور والافلام، اذا كانت هيئة تحرير الاخبار تعتقد أن نجاح النشرة الاخبارية يعتمد على وجود الضيف فهي متوهمة تماماً، أما اذا كان الحدث مهماً وأجرى مقدم النشرة إتصالاً هاتفياً بالصوت والصورة مع متخصص في موضوع الحدث داخل العراق أم خارجه فذلك أمر مقبول من المشاهد، والشئ نفسه ينطبق على الأتصال بالمراسلين في قلب الحدث أما للتصريح بمشاهداته أو إجراء لقاء مباشر مع من يعنيهم الأمر.
في المواضيع المهمة والحساسة على القناة الفضائية أن تقوم بإعداد برامج متخصصة تضيف فيه نخبة من ذوي الأختصاص وتناقش الحدث معهم ومن المؤكد إن لهذه البرامج مشاهدين من نوع معين حسب موضوع البرنامج أو الندوة والامثلة كثيرة، وبطبيعة الحال إن المشاهدين يقسمون الى عدة أصناف منهم من يحب السياسة ومنهم من يحب الرياضة وأخرون مولعون بالبيئة والصحة والعلوم، ونخبة تهتم بالثقافة والشعر، فعلى القناة أن تراعي التنوع وتتفهم حاجاته وذوقه وتحاول قدر الإمكان التقرب من الجميع دون إستثناء.
حتى الآن حسب علمي لاتوجد مراكز أحصاء متخصصة تقدم بيانات واضحة عن نسبة المشاهدين لبرامجها لكي تصحح بالشكل الذي يرضي أكبر قدر من المشاهدين، وينبغي عدم ترك الموضوع للزمن دون إهتمام، سيما إن شبكة الاعلام العراقي أو مؤسسة الزمان العراقية الدولية للصحافة والنشر قادرتان على تأسيس مركز بيانات متخصص في الاعلام المرئي والمسموع والمقروء لمعالجة الخلل والتوازن في نسبة المشاهدين وجلب أكبر قدر ممكن منهم لهذه القناة وتلك.
نقلا عن جريدة الزمان