تويتر تعلن الحرب على داعش

الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات >  تويتر تعلن الحرب على داعش...

"نون بوست"

 أعلنت شركة "Policy" على تويترعن تكثيف جهودها، منذ منتصف العام 2015 المنصرم، لتحديد حسابات الأشخاص الذين يعملون تحت راية تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش)، لاسيما أنه التنظيم الإرهابي الوحيد الذي أدرك أهمية شبكات التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها، واستطاع تكوين جيوش إلكترونية تفهم جيداً كيفية التواصل مع الجيل الحالي، كما تفهم كيفية توصيل رسائله إلى العالم والترويج لأفكاره ومبادئه، حيث أعلن تويترمؤخراً عن غلقه قرابة 125 ألف حساب ترتبط بذلك التنظيم.

ويستخدم تويتر الآن سياسة محاربة البرمجيات الخبيثة "Spam-fighting" في البحث عن الحسابات الخاصة بالمتطرفين الجهاديين وكل من لهم علاقة بداعش، ويستطيع توتير الآن بعد حرب سجال دامت بينه وبين داعشفي الفضاء الافتراضي، كشف أي حساب له علاقة بتنظيمات إرهابية، كما كان يستخدم تلك الآلية مع الصور الإباحية المستغلة للأطفال التي سببت ضغطًا على الموقع لمدة معينة، إذ أعلن تويترمؤخرا عن تمكنه من تعقب أكثر من 125 ألف حساب تابع لداعش استمر في البحث عنهم ثمانية أشهر متواصلة،لاسيما بعد تفجيرات باريس الأخيرة.

ويستخدم تويتر مع شركات التكنولوجيا مصادر متعددة لتكوين فرق البحث عن المتطرفين على تويتر والإيقاع بحساباتهم، حيث أعلن تويتر أن التغريدة التي تحتوي على كلمات متطرفة أو متشددة تعد الآن نوعاً من أنواع العنف الإلكتروني، سيتم التعامل معه كما يتم التعامل مع الاستغلال الإلكتروني بمختلف أنواعه.

وبعد تفجيرات باريس (13 تشرين الثاني/ نوفنبر 2015)، لم يكثف تويتر وحده المجهودات لتتبع وإغلاق حسابات المتطرفين من تنظيم داعش، بل شاركه في ذلك "أنونيموس" المجموعة الأشهر عالمياً في مجال الاختراق الإلكتروني، حيث قاموا بشن حملات موسعة على صفحات التواصل الاجتماعي واختراق العديد من حسابات مناصري تنظيم داعش على توتير وفيس بوك.

في كانون الثاني/ يناير 2016، طالب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من شركات الإنترنت بذل المزيد من الجهد في تتبع حسابات داعش الإلكترونية والحد منها ومنعها من الظهور أمام العامة، وذلك بعد الحادث الإرهابي الذي أسفر عن قتل 14 ضحية في سان بيرناندو، كاليفورنيا في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث وُجد على حساب فيسبوك الذي يخص أحد القتلة صور ومنشورات تخص تنظيم الدولة الإسلامية قبل ان تقوم شركة فيسبوك بمسح الحساب كلياً.

وقالت شركات التكنولوجيا إن عملية اكتشاف حسابات من لهم علاقة بداعش على مواقع التواصل الاجتماعي أصعب بكثير من تتبع الصور المسيئة أو الصور الإباحية غير اللائقة، لكنهم منذ نهاية العام الماضي وحتى الآن يستخدمون تقنيات محاربة البرمجيات الخبيثة، التي تؤهلهم لكشف الحسابات التي تقوم بنشر تغريدات تحتوي على محتوى متطرف، أو الحسابات التي تقوم بمتابعة المتطرفين بشكل متواصل، ليستطيعوا بعدها إغلاق كل الحسابات المشتبه فيها.

كما أعلنت شركة تويترعن استمرارها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والمؤسسات التقنية الضخمة في تكوين فرق "مضادة الإرهاب" من المتخصصين في كل من أمريكا وايرلندا تعمل في تتبع المزيد من حسابات داعش على توتير في محاولة لحجبها كلياً ومنع داعش من استخدام تويتر كساحة حرب إلكترونية.

وتتم عملية البحث عن طريق مزيج من الحُكم الإنساني والنظرة التقنية، فيتطلب الأمر مراقبة الفريق من المتخصصين تغريدات مستخدمي تويتر وتصنيفها ومعرفة الفرق فيما إذا كانت ذات محتوى حماسي أو ديني متطرف، مما يجعل الشركة تحت ضغط يهدد سياستها، التي تعتمد على حرية التعبير، حيث أكد رئيس الشركة، أنه تلقى العديد من التهديدات بالقتل من أعضاء تنظيم داعش، لكنه أوضح أن الشركة تستجيب للضغوطات الدولية والطلب المتزايد بغلق أي حساب يقوم بالترويج لأفكار داعش أو له علاقة بها أو مُتابع لها.

من جانبه أعلن معهد بروكينغز (المعهد الأمريكي للبحث وتوفير الأفكار والمعلومات لشركات التكنولوجيا) عن الصفات الرئيسة في مستخدمي حسابات داعش أو متابعيهم:

1-   يستخدم واحد من ضمن كل خمسة متابعين لداعش اللغة الإنجليزية كلغة أولية في استخدام تويتر.

2-   لدى كل متابع لداعش أكثر من ألف متابع على تويتر، وهو الرقم الذي يرتفع عن متوسط عدد المتابعين لمستخدم عادي في تويتر.

3-   يعود نجاح داعش على مواقع التواصل الاجتماعي إلى رقم يتراوح بين 2000-500 مستخدم نشط وفعال على تلك المواقع بشكل مستمر لا يتوقف.

ولا يعمل تويتروحيداً في هذا الأمر، فقد صرح رئيس فيسبوك في مؤتمر دافوس الاقتصادي العام 2015 المنصرم، أنه من الممكن قمع داعشإلكترونياً بغلق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما صرح بأنه بعد اجتماع مغلق لفيسبوك مع الأمن الوطني الأمريكي بحثوا فيه أمر تطبيق التكنولوجيا الحسابية - الخوارزميات - (algorithm) في اكتشاف المحتوى الذي يتضمن أفكار متطرفة أو إرهابية آلياً ومسحه تلقائياً فور اكتشافه، وتبنى فيسبوك السياسة نفسها التي يتبعها تويتر في الحد من مشاركة داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، فهل ستنتصر تلك الشركات على حرب داعش الإلكترونية قريباً؟

*عن "نون بوست"