أحمد علاء: لهذه الأسباب يقرأ العراقي الأخبار المترجمة
الصفحة الرئيسية > تجربة > أحمد علاء: لهذه الأسباب يقرأ...
عد مترجم صحافي، أن الإعلام العراقي يلجأ كثيراً إلى المواد الصحافية المترجمة تعويضاً عن "كسله" في متابعه الأحداث المحلية و"تقاعسه" عن إعداد قصص تضاهي رصانتها، في حين بين أن بعض تلك الوسائل تركز على المواد الثقافية والدراسات الإستراتيجية خشية الأجندات الخارجية "الخفية"، أكد أن المترجمين "لا يقلون شأناً" عن أقرانهم من الإعلاميين والصحافيين لأن العمل الصحفي يتطلب جهداً جماعيا.
جاء ذلك في لقاء أجراه "بيت الإعلام العراقي" مع الصحافي والمترجم في صحيفة (الغد) العراقية، أحمد علاء، بشأن واقع الترجمة في وسائل الإعلام المحلية ومشاكل المترجمين، لاسيما مع انتشار المواد المترجمة في مختلف وسائل الإعلام العراقية وما تحظى به من متابعة.
الترجمة لتعويض الكسل
وقال علاء، إن الصحف العراقية "تلجأ إلى المقالات أو القصص المترجمة لمهنيتها ونجاحها بالوصول إلى مراكز القرار، فضلاً عن دقة معلوماتها واختياراتها لنوعية المواد المراد إنجازها التي هي بطبيعة الحال مؤثرة كونها تغطي هموم الناس"، عاداً أن وسائل الإعلام العراقية تعمد لترجم تلك المواد "تعويضاً عن كسلها في التحري عن الحدث".
وأضاف الصحافي والمترجم، أن الصحف المحلية "اعتمدت خلال تغطيتها عمليات تحرير الرمادي، غربي العراق، من تنظيم داعش المتطرف، على التقارير المترجمة لدقة معلوماتها ورصانة مصادرها من مسؤولين عسكريين وأمنيين وزعماء محليين ومواطنين، في حين لم تكلف نفسها إرسال موفديها وفرقها إلى موقع الحدث لتغطيته على الأرض وكتابة تقارير وتحقيقات على غرار ما قامت به نظيرتها العالمية".
ورأى علاء، أن هناك "تبايناً في تعامل وسائل الإعلام المحلية مع المواد المترجمة، إذ لا يركز بعضها على ترجمة القصص السياسية وما يجري من عمليات في خضم الأزمتين المالية والأمنية، لأنها تعتبر الصحافة الأجنبية نافذة لبث أجنداتها من خلالها"، مبيناً أن وسائل الإعلام المحلية "تهتم بالمقالات الثقافية والدراسات الإستراتيجية والبحوث المنشورة من قبل مراكز الدراسات، في حين تعمد أخرى لجعل القصة الصحافية الأجنبية مادة رئيسة لها وتعمل على متابعتها من خلال إجراء بعض اللقاءات المكملة لها، من دون إدراك الأجندات التي تحملها بعض المواد المترجمة في كثير من الأحيان".
الإعلام المحلي يلهث وراء المواد المترجمة لرصانتها
وأضاف الإعلامي الشاب، أن بعض وسائل الإعلام العراقية "تسعى خلف المادة الصحافية بغض النظر عمن أنجزها وكيف ولماذا وكم استغرقت من الوقت لإخراجها بجودة مع حفاظ المترجم على جمالية النص"، مبيناً أن وسائل الإعلام العراقية "تميل نحو ترجمة القصص والمواضيع السياسية الأجنبية لأن العراق ما يزال ساحة مهمة ودسمة لإعداد التقارير والتحقيقات والدراسات بشأن وضعه السياسي والأمني، ولقرب الصحيفة الأجنبية من مصادر المعلومات الحساسة في البلاد عبر منظومة من الاتصالات والجهد الصحافي الذي ينتج قصص رصينة".
وعد الصحافي والمترجم، أحمد علاء، أن المواد المترجمة "تحظى باهتمام جمهور من النخبة المتابع لمثل تلك القصص أو المقالات"، مستدركاً "لكن بشكل عام فإن ما يجذب القارئ العراقي التقارير المهمة التي تكشف له أسباب الصراعات القائمة في البلد وتطوراتها".
وأوضح علاء، أن بعض وسائل الإعلام العراقية "لا تعتمد الترجمة باباً ثابتاً فيها إنما مساعداً لها في إعداد التقارير"، ويتابع أن صحيفة محلية لها أسمها وتأثيرها على الرأي العام "تهتم بالمواضيع المترجمة وتخصص لها مساحة جيدة في قسمها السياسي تحديداً، لكنها لا تعتبرها ركيزة أساس في عملها، لأن لديها فريق عمل ومراسلين يعملون على إعداد التقارير الخاصة بها".
المترجمون لا يقلون شأنها عن أقرانهم من الإعلاميين
وبشأن أحوال المترجمين وكيفية تعامل المؤسسات الإعلامية العراقية معهم، قال الإعلامي والمترجم الشاب، إن المترجمين "يتقاضون مرتبات شهرية اسوة بأقرانهم من الإعلاميين والصحافيين، أو يعملون بنظام القطعة"، مؤكداً أن المترجمين في وسائل الإعلام "لا يقلون شأناً عن أقرانهم من الصحافيين ومعدي التقارير كما أنهم ليسوا أعلى شأناً منهم، لاسيما أن العمل الصحافي بالنهاية نتاج جهداً جماعياً".
يذكر أن أحمد علاء، مترجم وصحافي ومحرر للقصص الإخبارية، حاصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الانكليزي من كلية التراث الجامعة.
عمل مترجماً في مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، قبل انتقاله للعمل في موقع (ساحات التحرير) الذي يتخذ من العاصمة الأردنية عمّان مقراً له، كما عمل بنظام القطعة في موقع (ساسة بوست) العربي كمترجم أخبار، ويعمل حالياً مترجماً ومحرراً للأخبار في وكالة (الغد برس) للأنباء.