المصور محمود رؤوف: حصلت على تكريم “غينيس”.. ولم أحصل على شيء في العراق
الصفحة الرئيسية > تجربة > المصور محمود رؤوف: حصلت على...
أحمد محمد
محمود رؤوف، مصور صحافي، عمل في عدة وكالات إخبارية، فضلاً عن عدة قنوات تلفزيونية.. كانت بدايته في إحدى القنوات التلفزيونية المحلية قبل عام 2003 في حقل التصوير الفيديوي.
وبعد ذلك التاريخ، عمل في وكالة أسوشيتد برس كمصور تلفزيوني، ولكن بدأ عشقه للتصوير الفوتوغرافي عام 2004 عندما انتقل إلى وكالة رويترز كمصور فيديوي وفوتوغرافي في آن واحد.
يقول إن التصوير الفوتوغرافي يحمل طابعا فنيا أكثر من التصوير الفيديوي، وأن "كاميرا الفوتوغراف تسحر المصور وتصبح جزءاً لا ينفصل من يده وعينه وكيانه، وأنها الآلة الوحيدة التي توقف الزمن" على حد وصف رؤوف.
وأضاف أن "المصور الصحافي يعتبر صاحب رسالة وقضية في وقت واحد، وان الصورة الفوتوغرافية الواحد تعادل 1000 كلمة حسب أساتذة الأعلام، ولها مكانة خاصة ومرموقة في الصحافة".
وذكر أن المصور الصحافي يكون في التماس مع الحدث وقريب جدا منه، إذا كان انفجاراً أو مؤتمراً أو أي قضية أخرى، لذلك يتوجب على المصور أن يكون سريعاً في حركته وان يمتلك الأدوات الحديثة مثل الكاميرات والعدسات الحديثة والملابس الخاصة بالمصورين.
كل تلك الأدوات حسب رأي رؤوف تجتذب فضول الناس في الشارع ويتجمعون حول من المصور مما يزيد خطورة عمله.
اعتقالات ومخاطر أمنية
رؤوف اعتقل أكثر من مرة بسبب عمله الصحافي، كان أولها على يد القوات الأمريكية المتواجدة آنذاك في العراق عام 2005، وبعد ذلك اعتقلت على يد إحدى المليشيات لمدة 40 يوما.
ومن ثم اعتقل عام 2007 من قبل القوات العراقية، عندما كان يصور إحدى التفجيرات في منطقة الكرادة، واتهمته بضلوعه بالتفجير، بعدما لاحظت سرعة وصوله إلى مواقع الأحداث، قبل وصول سيارات الإطفاء والنجدة، كونه كان يتنقل بدراجة نارية سريعة مصطحبا أدوات التصوير.
حينها اعتقل وأحيل إلى التحقيق، وأكتشف الشرطة انه صحافي ويتوجب عليه الحصول على الصورة لمواقع الحدث، فتم إطلاق سراحه.
وأوضح رؤوف انه بعد 2003، أصبحت القوات الأمنية والجهات الحكومية والسياسية التي تكثر بها الفساد تخشى الصحافي، لذلك أصبحت تضع العراقيل، مثل عدم اكتفاءها بهوية المؤسسة الإعلامية التي تعمل بها، بل أصبحت تطلب بمستمسكات أخرى مثل كتاب موافقة قيادة عمليات بغداد وغيرها، وعلى الرغم من توفر كافة المستمسكات إلا انه تعرض لمنع التصوير والمضايقات في الحصول على معلومة في مناسبات عديدة.
وذكر حادثة وقعت قبل أربعة أشهر في شارع السعدون، عندما كان يصور تقريراً لمؤسسة المدى، توجهت إليه دورية شرطة النجدة واعتقلته. وأثناء التحقيق ذكر للمحقق انه يعمل على تقرير صحافي عن دور السينما، إلا أن ضابط التحقيق اتهمه بأنه يصور لإغراض أخرى.
وأضاف أن "ثقافة التعامل مع الصحافي لدى بعض أفراد القوات الأمنية والمواطنين على حدٍ سواء شبه معدومة"، حيث أنه بعد 2003 كان يصف الصحافي بـ"الجاسوس"، حيث كان عندما يعمل لوكالة رويترز يحصل على تهمة عمالة لبريطانيا، وعندما كان يعمل لوكالة أسوشيتد برس يتهم بأنه عميل لأمريكا.
وهذا ينطبق على العمل لوسائل المحلية، حيث أن العمل لوكالة محلية معينة يتسبب بمشاكل عن التعامل مع بعض الجهات التي تتحسس من تلك الوسيلة الإعلامية التي تعمل بها وهكذا.
مضايقات اجتماعية
ولا تقتصر مخاطر التصوير الصحافي على الوضع الأمني فقط، فذكر محمود رؤوف أن المصور يتعرض لمضايقات تتعلق بشؤون الاجتماعية.
وقال انه كمصور يبحث عن الصور المعبرة والغريبة في آن واحد، على سبيل المثال انه كان يصور عيون امرأة تلبس البرقع (البوشية) عند مشاركتها في احد المناسبات الدينية، إلا أن احد الأشخاص اقترب منه وقال لماذا تصور تلك ألامرأة؟ وعند اقترابها سألها رؤوف إذا تسبب لها بالإزعاج عند تصويرها؟، فأجابت بالنفي.
دخول موسوعة " غينيس"
وحصل مصور محمود رؤوف على التصنيف العالمي من خلال صورتين نشرتهما وكالة رويترز للإنباء، ليكون ضمن المصورين الذين اختارتهم موسوعة غينيس للأرقام القياسية من خلال كتاب أصدرته يتضمن أهم المنجزات العالمية منذ العام 1955 وحتى العام 2015.
وقال رؤوف، بالصدفة قبل شهر من الوقت الحالي، أرسل لي صديقي يعمل في وكالة رويترز، رسالة تتضمن تهنئةً ورابطاً الكترونياً، عند فتح الرابط وجدت اسمي ضمن المصورين الذين غطوا بنجاح الأحداث التي شهدتها البلاد منذ العام 2003 وحتى الآن.
واصدر الكتاب بمناسبة ذكرى تأسيس الوكالة التي انطلقت في عام 1955، وتضمن أهم الأحداث التي تغطيها المؤسسة، ومن ضمنها أحداث العراق، على اعتباره اخطر منطقة للعمل الصحافي في العام حسب منظمة العفو الدولية.
وتم اختياره ضمن الكتاب ثلاثة مصورون من رويترز، احدهم كان غطى أحداث البوسنة والهرسك عام 1995، ومصور آخر غطى هجمات 11 أيلول في أمريكا، ومحمود رؤوف كمصور غطى أحداث العراق، في حين تم اختياره الوحيد من منطقة الشرق الأوسط وعالم العربي.
ووجه رؤوف اللوم للمؤسسات الإعلامية، لعدم تغطيتها حصول عراقيين من صحافيين وعلماء ومثقفين جوائز في المحافل الدولية.
يقول رؤوف، “لم أحصل على دعوة أو شكر من نقابة الصحفيين العراقيين أو جمعية المصورين العراقية، في حصلت على تكريم فقط من مدير مؤسسة المدى الذي يعمل بها الآن”.
وذكر أن بعض الأصدقاء نقلوا لمسؤول بارز في وزارة الثقافة الاتحادية أن مصوراً عراقياً حاز على تكريم من موسوعة "غينيس" فقال المسؤول: أن هذه المؤسسة تعتني بالذين يأكلون الهمبرغر كثيرا؟.
وحسب تقرير نشرته "المدى" حصد محمود رؤوف الكثير من الجوائز العربية والعالمية في مجال الصورة الفوتوغرافية الصحفية, وتم تصنيفه ثانياً عالمياً لأفضل صورة صحفية في معارض GH الدولية، كما حصل على جائزة ثاني أفضل صورة حرب من منظمة الحرب والسلام في لندن، وحصل على الوسام الذهبي لأفضل صورة صحفية، ودرع الإبداع لأفضل صورة بورتريه، وغيرها من الجوائز.