امير علي الحسون: نسعى لتحالف صحفي واسع حول قضايا البيئة
الصفحة الرئيسية > تجربة > امير علي الحسون: نسعى لتحالف...
وقال الحسون في مقابلة مع "بيت الاعلام العراقي" ان وزارة البيئة حديثة النشأة والحكومات المتعاقبة لم توليها الإهتمام الذي تستحقه ما انعكس على عدم التجاوب من قبل وسائل الإعلام المستقلة والحزبية، كما ان عدد من وسائل الإعلام اشترطت نشر نشاطاتنا وفعالياتنا مقابل مبالغ مالية.
هل تواجهون مشكلة في ايصال اخباركم إلى الصحافة المحلية؟
نحن بالوزارة لا نواجه أية مشكلة في ايصال اخبارنا، ويتم توزيع نشراتنا من خلال الانترنت على كافة المواقع والصحف الإلكترونية ورفدها بالصور، وان إدارتنا للخبر لا تركز على الشخوص بقدر تركيزها على جدوى المعلومة من حيث علاقتها بالمواطن، فضلا عن قضايا أخرى تنجزها الوزارة لصالح المجتمع، غير ان وسائل الإعلام لا تهتم بالخبر المحلي، الا اذا كانت هنالك مشكلة كبيرة او أزمة جديدة.
ومع ذلك استطعنا في السنوات الماضية التواصل مع بعض القنوات المحلية وحصلنا على بث برامج تلفزيونية أسبوعية في عدد من القنوات المحلية ضمنها شبكة الإعلام العراقي، تتضمن تقارير مختلفة عن التوعية البيئية والانشطة المحلية التي تهدف إلى تحسين الوعي البيئي والصحي لدى الموطن العراقي، ولكن بدأت هذه الاعداد تتضاءل بسبب الضعف المالي والموارد البشرية المعنية بإنتاج البرامج التلفزيونية، وحاليا لدينا تصفير تام في دائرتنا من الكفاءات الفنية المعنية بالإنتاج التلفزيوني.
واضاف الحسون، ان اغلب الفضائيات للأسف كانوا يبثون لنا لأكثر من ثلاث سنوات بشكل مجاني، غير ان ظروفهم الإقتصادية دعتهم للمطالبة بمبالغ مالية كي يستمروا ببث البرامج والاعلانات وبالتالي اوقفوا البرامج ونحن لم نستطع دفع اجور البث بسبب قلة تخصيصاتنا المالية.
هل قمتم بمبادرات لتنظيم ورش للصحفيين حول الصحافة البيئية؟
بين عامي 2013- 2014 وجدنا انه لا يمكن ان نحقق وعي أو إعلام بيئي دون ان تكون هنالك مؤازرة حقيقية من الوسط الإعلامي والصحفي المحلي، وعلى ذلك طرحنا مشروع كل صحفي هو "صديق للبيئة" اعتقدنا في ذلك الحين ان نقابة الصحفيين تمثل الشريان الحقيقي لمجمل الصحفيين العراقيين، وتم تشكيل لجنة برئاستي وعضوية بعض الأكاديميين والمختصين وكان هنالك أعضاء من الوزارة وأعضاء من نقابة الصحفيين، كان من ضمن آليات تنفيذ البرنامج ان يكون هناك اكثر من 250 صحفي عن كل محافظة في العراق، و700 صحفي في بغداد فقط، لأجل ضمان انتشار قضايا الوعي البيئي إلى اقصى حد ممكن، الا ان نقيب الصحفيين لم يكترث كثيرا بهذا المشروع.
لكن ذلك لم يمنعنا من مواصلة عملنا الدعائي إذ اتجهنا للصحافة الحرة خارج نطاق النقابة وبدأنا بعقد ندوات وورشات في بغداد والمحافظات استقطبنا بها الكثير من الإعلاميين من داخل كليات الإعلام وخارجها، واسسنا المركز الثقافي البيئي في القشلة وسط بغداد، يعقد كل يوم جمعة يتضمن الكثير من الانشطة الصحفية والإعلامية، و يناقش الكثير من القضايا التي تحثهم على الإهتمام بالبيئة والترويج لقضايا التوعية المجتمعية، وايضا اطلقنا مشروع توعية المسؤول العراقي وزرنا عدد كبير من البرلمانيين وصناع القرار السياسي في بغداد وإقليم كردستان وتواصلنا مع محافل كبيرة ومنابر فاعلة بصنع القرار المحلي واطلعناهم على رسالتنا وقلنا لهم ان واجهات الإعلام السياسية والإعلامية يجب ان تعرف ان الوعي البيئي يسهم بشكل كبير في تحسين واقع البيئة، وبالتالي سيؤدي إلى تحسين الجانب الصحي والمعاشي للمواطن العراقي.
كانت لديكم مجلة "البيئة والحياة" لماذا توقفت عن العمل؟
خلال سنوات 2012/ 2013/ 2014 انجزت دائرة التوعية والإعلام في وزارة البيئة مجلة شهرية تعنى بكل المفاهيم البيئية والنشاطات الصحية استطاعت ان تأخذ المرتبة الأولى بإمكانياتنا البسيطة وملاكاتنا المتواضعة، وكانت تطبع باللغة العربية والانكليزية، وتوزع على الجانب المحلي والدولي، بسبب قيمتها العلمية والصحفية الرصينة، لكن تعاليم الأمانة العامة لمجلس الوزراء التي منعت كل الوزارات من ان تنتج مطبوعات، بسبب الأزمة المالية والاقتصادية للدولة العراقية كانت السبب في ايقافها.
لكن مع ذلك استطعنا استغلال مواقع التواصل الإجتماعي وكنا فاعلين جدا في الترويج الدعائي الالكتروني، ولا أعتقد ان شخص يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي ولا يجد امامه أنشطة وارشادات في قضايا التوعية، خاصة بعد ان تم دمج وزارتنا مع وزارة الصحة ، خاصة وان الوعي الصحي يشكل جزء اساسي من ماكينة الوعي البيئي.
ما أبرز المشاكل البيئية التي تواجه العراق؟ وما أكثر محافظة ملوثة؟
الوضع البيئي في أي بلد يتناسب مع وضع البنى التحتية فيه، ومعروف ان العراق يعاني من أزمات كبيرة في بناه التحتية، والعاصمة بغداد على وجه الخصوص تعاني من اهمال لأكثر من 35 سنة، ثلاث عقود ونصف لم يتم انجاز مشاريع بنى تحتية جديدة تتناسب مع الحاجة الحقيقة للعاصمة، حيث كان انشاء آخر مشروع للبنى التحتية تحديدا نظام المجاري عام 1985، وبالتالي هذه المشاريع المعنية بإنتاج الماء الصافي وشبكات الصرف الصحي وشبكات مياه الامطار تعود إلى منتصف الثمانينيات عندما كان عدد أفراد العاصمة مليونين ونصف، الان مع زيادة عدد السكان فضلا عن ضيوفها الذين يصلون إلى 8 مليون نسمة مازلنا نعيش في شبكات الصرف الصحي القديمة، صحيح ان هنالك تحسين نوعي في إنتاج مياه الشرب، لكن لاتزال شبكات الصرف الصحي ثقيلة وسيئة جدا، ولازالت أمانة بغداد والكثير من المؤسسات ترمي المخلفات في دجلة، فضلا عن انتشار العشوائيات.
وتعتبر البصرة من أكثر المدن التي تعطي للعراق الكثير لكنها من أكثر المحافظات ملوثة، حيث لازالت بدون مياه شرب صافية، وان الحكومات المحلية التي تعاقبت على إدارتها لم تنجح إلى الان في حل مشكلة المياه العذبة، فالبصرة تعد من أكثر المدن التي يوجد فيها أبار النفط وعمليات إنتاج النفط، وهنالك افرازات كبيرة من قبل هذه الشركات تودي إلى تلوث أرض وسماء المدينة، بالمحصلة هي تعطي الكثير من الخير للعراق، لكنها تأخذ الكثير من المشاكل الصحية والبيئية.