سعد قصي: تقرير تلفزيوني عرّض حياتي للخطر
الصفحة الرئيسية > تجربة > سعد قصي: تقرير تلفزيوني عرّض...
في خبر أثير حوله الكثير من الجدل، حينما تم اقتحام المطار العسكري لمدينة البصرة في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي من قبل مجموعة مسلحة اقدموا على نقل معدات الى خارج المطار تباينت الروايات في شان الحادثة بين وسائل الاعلام، ولكن تقريرا تلفزيونيا حول الحادثة عرّض حياة معده المراسل سعد قصي في قناة الحرة العراق للخطر.
وعرضت قناة الحرة عراق في نشرتها الإخبارية تقريراً مُذيلاً بتوقيع مراسلها البصري، تفاصيل الحادث وخلفيات المتورطين به. كلفت المراسل عملية استنزاف نفسي اثر التهديدات التي تعرض لها بعد تقريره الأخير.
ويروي قصي عبر "بيت الاعلام العراقي" تفاصيل ما حدث قائلاً "ما تعرضت له كان عبارة عن حملة شرسة أطلقت عبر فيسبوك على صفحة أحد المسؤولين في البصرة تهدف الى تحريف الحقائق وتضليل الرأي العام على إثر كشف حادث سرقة وقع في مطار البصرة العسكري الذي يفترض ان يكون واحداً من أكثر الأماكن تحصيناً من الناحية الأمنية".
ويضيف ان "هذه الحملة عرضت حياتي وعائلتي للخطر بعد ان اتسعت رقعة المحرضين ضدي وهم يكيلون شتى التهم ويدعون الى معاقبتي بذريعة نشري لخبر عار عن الصحة رغم ان وزارة النقل وشرطة أكدوا وقوع الحادث".
وعن كيفية مواجهة الحملة التي تعرض لها يقول قصي "رفعت من منسوب الحذر وعملت على حماية نفسي بنفسي، وهناك كثير ممن هم في السلطة اتصلوا بي وطلبوا مني توخي الحذر وكأنهم يقولون لي بشكل غير مباشر الحكومة وأجهزتها غير قادرة على حمايتك".
ولم يتهم قصي جهة معينة بأنها خلف التهديد، وتابع بالقول "بسبب حالة الفوضى وتراجع الواقع الأمني الذي تعيشه محافظة البصرة من الصعوبة بمكان تحديد الجهة المسؤولة عن التهديد"، مبيناً أن "الكثير من الجماعات المسلحة سواء كانت دينية او عشائرية تنشط داخل المدينة على الرغم من وجود قانون وسلطة محلية في المحافظة".
وبشأن موقف منظمات المجتمع المدني والأسرة الصحفية في محافظة البصرة جراء ما حصل، أكد قصي، أن "الكثير من منظمات المجتمع المدني ونقابة الصحفيين فضلاً عن شرائح أكاديمية واجتماعية وناشطين، أعلنوا تضامنهم ووقفهم الى جانبي، لكون ما سلطت عليه الضوء كان يؤشر الى وجود خلل واضح في بنية المنظومة الأمنية وحمايتها للمال العام في الأماكن الحساسة في الدولة العراقية".
ويُضيف مراسل قناة الحرة، أن "مدينة البصرة للأسف باتت مدينة كغيرها من المحافظات الساخنة يضيق فيها فضاء الاعلام الرحب وتزداد فيه القيود المكبلة للصحافة الحرة غير المنحازة وهذا ما جعل الساحة الإعلامية فيها مقتصرة على الاعلام الحزبي والحكومي الذي يتحرك بكامل حريته بالمقارنة بالإعلام المستقل".
تقارير كشف المستور على شاكلة اقتحام مطار البصرة العسكري من الصعب تكرارها وحضورها على الميديا مجدداً ويعزو قصي ذلك الى أن "أغلب الصحفيين يقعون تحت وطأة الخوف والقلق من نتائج ما سيُكشف من ملفات الفساد"، مبيناً أن "الكثير منهم توارى عن طرح هكذا تقارير وهذا حقهم فمن سيحميهم في ظل وجود كثير من المسؤولين ممن لا يعترفون بأهميةِ وجود صحافة حرة ونظرتهم لوسائل الاعلام تقتصر على تحويل المؤسسات الإعلامية الى بوق لهم تمجد بإنجازاتهم الوهمية وان خرجت عن هذا الطريق فالتهديد والتضييق في مواجهة المتمرد عنهم".
ويشير قصي الى "تفاعل الرأي العام البصري مع ما تكشفه الصحافة الحرة، من حقائق" لكنه يأسف في ذات الوقت الى أن "الرأي العام يتفاعل مع بعض القضايا المهمة لكن لفترة محدودة وبعدها ينسى ولا يتابع، ربما يعود هذا لسرعة وكثرة الأحداث اليومية في العراق والتي قد تكون منعت الجمهور من التقاط انفاس التفكير".
من جهتها نظمت نقابة الصحفيين العراقيين في السابع تشرين الثاني (اكتوبر) 2016 في محافظة البصرة، وقفة تضامنية مع الصحافي سعد قصي، طالب المشاركون فيها بتعزيز حرية العمل الصحفي وإنهاء التجاوزات والمضايقات التي يتعرض لها بعض الصحفيين بسبب "نشر الحقائق".
وقال رئيس اللجنة التحضيرية في فرع النقابة الصحفي كاظم الزهيري إن "اللجنة نظمت وقفة في فرع النقابة تضامنا مع الصحفي سعد قصي الذي تعرض خلال الأيام القليلة الماضية الى تهديدات من قبل مجهولين"، مبينا أن "النقابة تدعو المؤسسات الحكومية، وبخاصة القوات الأمنية، الى توفير الحماية للصحفيين لدورهم الكبير في حماية وتعزيز الديمقراطية وتنوير الرأي العام بالحقائق".
وأضافت الزهيري أن "من باب الانصاف فإن البصرة فيها مساحة من الحرية تعد أفضل مقارنة بمحافظات أخرى، ولكن نريد توسيع تلك المساحة"، مشيراً الى أن "الأسرة الصحفية في البصرة متحدة في مواجهة المخاطر والتحديات، والنقابة لن تلتزم الصمت عندما يتم التعدي على أي صحفي في المحافظة".
من جهته قال رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس المحافظة باسم خلف فارس، إن "اللجنة تسعى الى المساهمة في توسيع آفاق حرية العمل الصحفي والإعلامي على مستوى المحافظة"، لافتا الى أن "قانون حقوق الصحفيين الذي تم تشريعه قبل أعوام قليلة ينبغي أن يفعل من أجل الحد من الانتهاكات والتجاوزات، ومساعدة الصحفيين في استقاء المعلومات من المصادر الرسمية".