صحفيون: الجهوية وغياب الخبرة وراء تورط الاعلام في حرب التسريبات والاخبار الكاذبة
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > صحفيون: الجهوية وغياب الخبرة وراء...
راى صحفيون واعلاميون ان تورط وسائل اعلام محلية في نشر التسريبات والاخبار الكاذبة يعود الى جملة اسباب ابرزها جهوية وسائل الاعلام المملوكة الى المال السياسي ويحركها نحو مصالحه في الدرجة الاولى مع ايلاء الجانب المهني اولوية ثانوية، وايضا لافتقار وسائل اعلام وصحفيين الخبرة الكافية في الحصول على المعلومة وطريقة تحريرها، ولفتوا ايضا الى ان ظاهرة سلبية ترافق وسائل اعلام وهي اعتمادها على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للمعلومات دون التاكد من صحتها.
ويقول الصحفي وائل الشمري في حديث مع "بيت الاعلام العراقي" ان "الصحافة المحلية في العراق تتورط في نشر الاخبار المفبركة لعدة أسباب وعوامل أولها وابرزها الضغوط والاملاءات التي يمارسها ممول المؤسسة على رسم السياسية التحريرية وعلى المدراء المنفذين لهذه السياسية والتي غالباً ما تعتمد الترويج للممول وتسقيط خصومه ولكن التسقيط دائماً يكون عبر نشر الاخبار المفبركة وهذا ما بدى واضحاً وجلياً بتغطية وسائل الاعلام المحلية للتحالفات السياسية بعد انتخابات أيار (مايو) ٢٠١٨ حيث بثت وسائل إعلامية اخبار بالضد من خصوم مموليهم وهم يعرفون ان الاخبار التي نشرت كعواجل او في نشرات الاخبار او حتى في الصحف والوكالات غير صحيحة وغير مقنعة في بعض الأحيان".
ومن الاسباب التي يسوقها الشمري هي ضعف إمكانية فريق التحرير بتمييز الاخبار الصحيحة والمفبركة وعدم الرجوع الى الجهات الرسمية والحكومية فيما يتعلق بأخبارها ومثالاً على ذلك الاخبار المفبركة خلال تغطية تظاهرات البصرة الأخيرة واحصائيات المصابين بالتسمم والمصابين بالتظاهرات والقتلى منهم التي صدرت من وزارة الصحة في الحكومة المركزية.
ويضيف ان "التخبط في الاعلام الحكومي ايضاً يمكن اعتباره جزءاً من أدوات نشر الاخبار المفبركة فكل وزارة تعلن عن اخبار نشاطاتها او احداث معينة وفي ذات الوقت تنشر الحكومات المحلية اخبار عن نفس الموضوع بمعلومات وأرقام مختلفة مما يتسبب بنشر اخبار مفبركة دون النظر الى ان بعض الجهات الحكومية تريد ان يسحب لها منجزاً او ان تلقي اللوم على جهة أخرى من خلال نشر معلومات مختلفة".
ويلفت الشمري الى اعتماد وسائل الاعلام المحلية في العراق على مواقع التواصل الاجتماعي واخذ الاخبار من تلك المواقع دون تدقيقها ومثالاً على ذلك نشر موقع اخبار قناة روداو باللغة العربية خبراً عن ارتباط الناب السابق مشعان الجبوري بالنائبة السابقة حنان الفتلاوي كان بالاعتماد على حساب للنائب مشعان بعد اختراقه.
ويرى الشمري ان من واجب الصحفي تدقيق كل المعلومات في أي خبر او أي مادة يريد ان يقدمها للجمهور قبل نشرها بسبب فوضى نشر المعلومات والاخبار المفبركة في بيئة الصحافة في العراق تحديداً، في عصر التكنلوجيا وسرعة الحصول المعلومة يعتمد معظم الصحفيين على مجاميع نشر الاخبار في تطبيق الواتساب وغيره من تطبيقات التراسل الفوري والتي توفر المعلومات الصحفية عبر تبادل الاخبار والتأكد من صحتها في الكثير من الأحيان وذلك لتواجد المسؤولين في الوزارات وحتى والوزراء وأعضاء مجلس النواب في تلك المجموعات.
ويشير ايضا الى ان المشكلة الحقيقية التي يواجهها الاعلام المحلي هو تقاعس معظم الصحفيين العاملين به من البحث عن معلومات وخلفيات أي تصريح لأي مسؤول مهما كان موقعه او منصبه وهذه الخدمة توفرها محركات البحث بشكل كبير ومطلق، وكذلك مشكلة عدم وجود اقسام للبحوث في المؤسسات المحلية كما هو الحال في المؤسسات الرصينة.
من جهته يرى الصحفي قاسم موزان ان تورط الصحافة المحلية في الاخبار المفبركة وحرب التسريبات الكاذبة ياتي اما عن قصد او اخفاق مهني وهما السمة البارزة في صحافة هذه الايام، لافتا الى ان وسائل اعلام تسعى الى فهم ما يريده الجمهور من الاخبار المثيرة التي تشده للقراءة، كما ان وسائل الاعلام تعتمد اخبار من مواقع غير موثوق فيها.
ويلفت موزان الى ان العديد من وسائل الاعلام ابتعدت عن واجبها المهني عبر الاعتماد على الاخبار التي يكون سندها ضعيف بسبب محدودية خبرة العاملين فيها لمفاهيم المهنية خصوصا التسريبات التي تكون في العادة مادة دسمة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى الاعلامي خطاب الهيتي ان التسريبات الكاذبة والاخبار المفبركة فيما يخص الاحداث السياسية لا تحصل سوى في المؤسسات غير الرصينة التي لا تمتلك كادر حرفي مهني يقرأ ما بين سطور الاحداث، لافتا الى ان مهمة الصحفي خصوصا الذي يُكلف بمهام ميدانية لا تقتصر مهمته على نقل الخبر فقط بل القدرة على ربط الاحداث وتحليل المواقف ويخرج بنتيجة لخبر رصين يحتوي على المعلومات الدقيقة والمهمة مع مراعاة الوقت لكسب السبق الصحفي.