صحفيون : وسائل الاعلام سمحت لكرة القدم التهام الالعاب الرياضية الاخرى
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > صحفيون : وسائل الاعلام سمحت...
صحفيون : وسائل الاعلام سمحت لكرة القدم التهام الالعاب الرياضية الاخرى
عبير العزاوي
لكل لعبة في العالم محبيها وجمهورها، الا ان كرة القدم تستحوذ على النسبة الاكبر في التغطيات الاعلامية بوصفها اللعبة الشعبية الاولى في العالم ولكنها تلتهم الالعاب الاخرى، وفي العراق يكاد هذا الحضور يطغى بشكل كامل على الرياضات الاخرى.
فكرة القدم ومبارياتها ونجومها الصحافة الرياضية بكل انواعها (المقروءة والمسموعة والمرئية) وتحرم الرياضات الاخرى من التغطيات الاعلامية حتى اننا لانكاد نرى نجوم العاب اخرى يتصدرون العناوين الرئيسة الا ماندر.
يقول الصحفي الرياضي علي رياح انه "الإعلام الرياضي يبحث بشكل عام عن الجوانب التي تلبي اهتمام ورغبة ومتابعة القطاع الأوسع من المتلقين".
ويرى ،أن صحافتنا لا تخرج عن هذه القاعدة، برصدها الأغلب الأعم من اهتمامها بكرة القدم ومبارياتها ونجومها وأحداثها وحتى كواليسها، في حين يتم إهمال الكثير من الرياضات الأخرى حتى لو كانت تتمتع بالانجاز الحقيقي الذي قد يفوق ما تحققه فرق كرة القدم عمليا".
وواضح، "اعتراف لابد منه، أن المثل القائل (كرة القدم تلتهم الرياضات الأخرى) حقيقي وعملي في بلد محدود التطور كالعراق، لا نرى فيه أي مظاهر لحضور للرياضات على المستوى الشعبي أو الرسمي إلا في مناسبات محدودة".
ويتسائل رياح ،"هل هذا التوجه المنتظم نحو كرة القدم وحدها يمكن ان يبني رياضة البلد؟ أقول كلا .. فالأصل أن يتوزع الاهتمام على كل فعاليات القطاع الرياضي وخصوصا ألعاب الانجاز، لدينا المصارعة، رفع الاثقال، الملاكمة، القوس والسهم، التجذيف، العاب القوى، وغيرها، هناك متفوقين عراقيين فيها، ومع هذا فأن إعلامنا أحادي التغطية، والمبرر الوحيد هو تطبيق المثل القديم : هذه رغبة الناس".
ويبين الصحفي الرياضي احمد سعيد، ان "اغلب المراسلين والصحفيين وبالتحديد الشباب يهتمون بكرة القدم لكونها اقصر طريق لعالم الشهرة والنجومية بالنسبة لهم، لذلك يكرسون اغلب اخبارهم وتقاريرهم عنها".
ويتابع، "هذا الاهتمام بكرة القدم دون غيرها يقلل الاهتمام ببقية الالعاب وبالتحديد الفردية كالتايكواندو وألعاب القوى والملاكمة على العكس من الجماعية ككرة السلة واليد والطائرة والتي قد تجد بعض الاهتمام من الاعلام على الرغم من كونه غير ملبي للطموح".
ويشير الى ان ،"من المهم جداً ان تفعّل المكاتب الاعلامية لبقية الالعاب دورها وتتواصل مع الصحف والقنوات التلفزيونية لتبريز بطولاتها وإنجازاتها، خصوصاً وان بعض هذه المكاتب، ميتة سريريا، ويتواجد فيها اشخاص بعيدين عن الإعلام، ما يحجم من تواجد هذه الالعاب".
ويرى مدرب السباحة خالد السيكار،" ان رياضه السباحه تتكون من 4العاب هي كرة الماء القفز الى الماء المسافات القصيرة والمسافات الطويله وولدت من رحم هذه الفعاليات.ابطال وبالرغم ما قدمته هذة الفعاليات عانت من اهمال كبير في كل المجالات ومنها الصحافه والاعلام"
وتابع ،" انجبت السباحه العراقيه. مواهب وابطال مثل بدري عبد الوهابوكريم ليلو وعلاء الدين النواب ووليد عبد الكريم وعبد الرضا محيبس هذة الاسمأء كانت اعلام مشرفه في المحافل الدوليه حيث سجلت هذة الاسماء ارقاما ومسافات عالميه بعبور بحر المنش 30كم.. وقناة السويس 30كم.. والسباحه في النيل 26كم والسباحه في البحر الادرياتيكي 20 كم ".
وزاد ،"كل هذة الارقام والمسافات والاسماء لم يعرف الشارع الرياضي العراقي عنها الكثير.بسسب انشغال الاعلام بلعبه كرة القدم".
واضاف،" لم تقوم القنوات والصحافة بمتابعه الابطال الذين قدموا الكثير للسباحة العراقية وكما قدم ابطال كرة الماء. وبسبب الاهمال الاعلامي بقيت اسماء مركونه على الرفوف وصور تتبادل بين اللاعبين ليتذكروا ما قدموا لرياضة لا تذكر حتى اسمائهم".
من جانبه يعتقد الصحفي علي علوان، ان "دور المؤسسات وقادة الرياضة يقوم على رعاية الرياضات المختلفة، بالتخطيط والتنفيذ والتطوير والارتقاء بالألعاب، لكن عدم توفر مثل هذا التخطيط تسبب بفقر الرياضة عموماً وبضمنها الاعلام الرياضي".
ويضيف ،"الإعلام العراقي دوره ضعيف بالنسبة لتغطية الألعاب الرياضية خارج كرة القدم، فالكثير من البرامج الرياضية اذا ما كانت جميعها مختصة تماماً بمتابعة كرة القدم وتنتقل من كرة القدم المحلية الى العربية الى الدولية من دون المرور بالرياضات المختلفة الاخرى".
السؤال الذي من المترض ان يجيب عليه الصحفي الرياضي اولاً ومن ثمة المؤسسات المعنية بدعم الرياضة مفاده : ماهي الاضرار المترتبة على اهمال الاعلام الرياضي للرياضات المختلفة وتركيزه الاوحد على كرة القدم؟
النتيجة كما يراها معظم المعنيين بشؤون الرياضة ان هذه الظاهرة ستسهم في موت الرياضات المختلفة بتقلص عدد المهتمين بها تدريجياً.