كلية الإعلام: خريجون بلا خبرات عملية.. ومنهج ينتظر التحديث
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > كلية الإعلام: خريجون بلا خبرات...
2017-04-01
تعتبر كلية الإعلام في جامعة بغداد، اكبر مؤسسة تعليمية مختصة بالصحافة في العراق، لكنها تشكو الآن من قوانين ومناهج لا تنسجم مع التطور الحاصل في وسائل الإعلام العالمية.
وقال عميد الكلية الدكتور هاشم حسن ان كلية الإعلام تعاني من أزمة في المناهج والمستلزمات، واشار إلى ان الكلية تسعى تحديث مناهجها، حيث قامت منذ العام الماضي بتدريس مادة الصحافة الاستقصائية، وكذلك التركيز على الجانب العملي التطبيقي.
وأضاف، "من اجل تحقيق ذلك قامت الكلية وبجهود ذاتية بالتعاون مع منظمات دولية مثل يونسكو وايركس ان تشيد أستوديو مشابه لنظيره الموجود في قسم الصحافة بجامعة لندن ستي، فضلاً عن توفير 20 كاميرا لتوظيفها في أقامة مشاريع الطلبة، وكذلك تمتلك الكلية إذاعة خاصة بها وجريدة تنشر فيها المواد الصحفية لطلبة الصحاف".
الموهبة أساس العمل الصحفي
وذكر الدكتور محسن الكناني، رئيس قسم الإذاعة والتلفزيون في الكلية، انه "ليس كل الطلاب في الكلية مؤهلين للعمل الصحفي، حيث ان العمل الإعلامي هو بالأساس موهبة وتصقل بالدراسة الأكاديمية، وبعض الطلاب لا يمتلك هذه الموهبة لذلك مهما تصقله بالدراسة لا يصقل بالدرجة المطلوبة".
وشبه الإعلامي بـ"لاعب كرة القدم" الذي يمتلك الموهبة ثم تنمى بالتدريب وتصقل، وكشف انه "في قسم الإذاعة والتلفزيون ما يقارب 100 إلى 150 طالباً لديه الموهبة للعمل الإعلامي من أصل 400".
واوضح ان الإعلام من العلوم الإنسانية التي تتميز بتغيرها المستمر، ولذلك ان الأستاذ المدرس مطالب بإضافة كل ما هو حديث وجديد في مجالي التعليم التطبيقي والنظري. حيث يتوجب على الأستاذ الالتزام بـ80 % من المفردات المنهجية توضع له اللجنة القطاعية في الوزارة، في حين يمكنه إضافة 20% من مفردات المنهاج الدراسي.
وأكد ان الكثير من الإذاعات والفضائيات تدار اليوم من خريجين هذا الكلية، مشيراً إلى ان قناة الاشراق الفضائية تدار من قبل أستاذ في قسم الإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى ان جميع الكادر القناة هم من طلبة القسم او المتخرجين منه، و كذلك الحال في قناة افاق وفي عدة قنوات اخرى، وهناك عدد لا باس به من الطلبة في مرحلتي الثالث والرابع يعملون في عدة وسائل إعلامية.
واختتم تصريحه بالاشارة إلى ان الكلية تقتصر الدراسة فيها على الدراسة الصباحية، حيث تم الغاء الدراسة المسائية منذ ثلاث سنوات، ولكن هناك فكرة لإعادتها من جديد.
الخبرة العملية ليست شرطاً في الدراسات العليا
وأوضح عميد الكلية هاشم حسن ان النظام التقليدي للقبول في الدراسات العليا يعتمد على المعدلات العالية بدون ان يضع شرط للخبرة العملية، لهذا قدمت اقتراح يتوجب فيه على المتقدم على شهادة الماجستير والدكتوراه ان يقدم ما يثبت عمله في المؤسسات الإعلامية لمدة لا تقل عن سنتين، وكلما زادت سنوات الخبرة يحصلون على درجات اضافية.
وشدد في حديثه، على أن بعض طلبة الإعلام يحصلون على درجات عالية وخصوصا من الكليات الرسمية والأهلية أخرى، ومن النادر ان تجد واحدا منهم قد دخل فضائية او مارس عملا في صحيفة معينة بعد تخرجه.
وتابع "اذا استمر الوضع على ما هو عليه سوف تستمر كارثة منح شهادات عليا لمن لا يملكون خبرة عملية، الذين سوف يتولون التدريس في مناطق مختلفة من البلد، وليس لهم اي خبرة تطبيقية في الإعلام ولديهم الصحافة هو مجرد عالم افتراضي، وبالتالي سوف يتخرج من تحت أيديهم أجيالا من الأميين".
وتصدر وزارة التعليم العالي سنويا شروط القبول في الدراسات العليا والتي لا تشترط اي خبرة عملية لمتقدم للدراسات العليا في اغلب الاختصاصات ومنها الإعلام، وتكتفي الشروط بأجراء امتحانات تحريرية نظرية للمتقدم فقط بدون النظر إلى الجانب التطبيقي.
منافسة الاختصاصات الاخرى
ويشتكي احد طلاب الكلية ويدعى رضا العبادي من قلة الجانب العملي في دراسته الأكاديمية، مؤكدا في الوقت نفسه ان طالب الإعلام بحاجة إلى دراسة عملية مكثفة وتطبيق ميداني من اجل ان يكون الطالب قادر على كتابة الفنون الصحفية مثل الخبر والتحقيق وتحريرها.
وعبر عن انزعاجه من "كون 80 إلى 90 % من عاملين في الصحافة المقروءة والمسموعة والفضائيات ليسوا خريجي كلية الإعلام"، واعتبر ذلك نوعا من "المنافسة" على العمل في تلك الوسائل الإعلامية.
وفي نفس السياق، قال عميد كلية الإعلام ان هناك صحفيين بمستوى راقي جدا من حملة شهادات اختصاصات مختلفة غير كلية الإعلام، ولكنهم في الوقت نفسه لا يعرفون شيئاً عن الناحية النظرية الفلسفية للإعلام الا ما ندر.
وأضاف ان الإعلام الآن هو علم وتقنيات وأفاق، وصحفيون من خارج الاختصاص يمارس مهنته ولكنه غير قادر عن التطوير في ظل المستجدات.
وتأسس قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة بغداد 1964 ثم تحول إلى كلية عام 2002، وتضم الدراسات اولية ثلاثة أقسام (صحافة، إذاعة وتلفزيون، علاقات عامة). ولدى الكلية مركز لدراسات استطلاعية، ومركز لتعليم المفتوح الذي أقام عدد من الورش التعليمية.