كيف تلعب وسائل الاعلام دورا في الثقافة البيئية؟
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > كيف تلعب وسائل الاعلام دورا...
اذا كانت الصحافة المتخصصة في العراق تعاني قصوراً فنياً وتحريرياً في قضايا الإقتصاد والرياضة والفن، فان الصحافة البيئية تكاد تكون منقرضة، وغالبا ما تستمد وسائل الإعلام المحلية تلك المواضيع المتعلقة بالبيئة من الوكالات الاجنبية والعربية.
والصحافة البيئية تلك التغطية الإعلامية التي تتناول الاحداث والمشكلات والاتجاهات الغير مقترنة بالانسان، بل ترتبط بما يحيط به من أرض، انهار، نباتات، حيوانات و ظواهر طبيعية وجوية أخرى ، إضافة إلى ما ينتجه البشر من اختراعات علمية وما ينتج عنها من تأثيرات سلبية على الانسان، وكان لانشغال وسائل الإعلام بالقضايا السياسية والأمنية دور حال دون تسليط الضوء الكافي على القضايا البيئية.
من هنا يرفض رئيس المركز العراقي لحرية الإعلام حيدر عباس الطاهر، الحديث عن وجود صحافة بيئية متخصصة في الأعلام العراقي، بل يرى انه يجب ان تكون التوعية البيئية اطارا عاما، ليس حكرا على مؤسسة بعينها، داعيا إلى أهمية وجود توعية بيئية في كافة الدوائر والمؤسسات الحكومية وإعلام حر، موعزا ذلك لكون الصحافة الورقية أو الإلكترونية لا تقدم الكثير لأجل تغيير الواقع البيئي، لكن الإعلام بمفهومة الدعائي العام يستطيع عمل الكثير لأجل ذلك.
ويضيف "نحن كصحفيين وكتاب متخصصين بالشأن المحلي شخصنا الكثير من الأمور التي تعد من أخطر ما يدمر المنظومة البيئية، وكانت أبرز أسبابها تعاقب الحروب وتجاذبات السياسة وما خلفته من حصار وإرهاب، أنتج مجتمع يجهل الكثير من المفاهيم الثقافية بل انه طمرها نتيجة ظروفه المعاشية، لذا ارتئينا البحث في التنمية البشرية بمفهومها العام، إذ لا يمكن الحديث عن بيئة صحية بعدم وجود فرد مثقف بمبادئها الأساسية".
ويقول الطاهر ردا على سؤال "بيت الأعلام العراقي" حول كيفية مشاركتهم بالتثقيف البيئي، "عملنا على التنمية البشرية بمفهومها العام وكانت إحدى عناوينها التثقيف البيئي، على سبيل المثال أنا بوصفي باحث كان عنوان رسالتي "أساسيات الإعلام في الترشيد"، من خلالها وجدت "أن العمل على توعية فرد واعي وعمره يتجاوز الاربعين عاما تحقق نتائج قليلة، مقارنة بتوعية طفل لم يتجاوز العشر سنوات، لان نتيجة الأخير ستكون أفضل على المدى البعيد".
واردف "عملنا على برنامج دور الإعلام في الترشيد أخذ على عاتقه ترسيخ مفاهيم التنمية والوعي في المراحل الابتدائية، وانتجنا كراس ننتظر أن يقر بشكل رسمي ليكون ملحق بدرس العلوم للصف الرابع ابتدائي، بهذا الكراس حاكينا أذهان التلاميذ من خلال تصاميم ورسوم كارتونية قريبة من وعي الطفل منها شخصيات شريرة ومنها شخصية صديقة، وكان العنوان الاساس للكراس هو كيفية الاستخدام الأمثل لما حولنا من طاقة كهربائية، ضوئية، ماء، تربة، طعام، وما حولها من مسائل أخرى".
ويشير الطاهر إلى ان المشروع وصل لمديات اوسع، حيث حاولنا الدمج بين البيئة والسياسية، وكتبت مقال بهذا الموضوع بالمدة التي تزامنت مع إطلاق مصطلح الإصلاح بالعملية السياسية، طرحت مفردة الإصلاح يبدأ من الرصيف، تناولت فيه معاناة الناس بالطرق والمواصلات والأتربة والعجلات ووضعت أسبابها وحلولها".
وفي شأن اسباب رغبة الشباب بالعمل في الصحافة السياسية والأمنية وتجاوزهم البيئة؟ قال أن "هذا يعود لعدة أسباب من بينها أن الصحفي هو جزء من المجتمع، خرج من بيئة إجتماعية مشوهة، لا تولي الأمر الأهمية الكافية، بالتالي هو يعكس واقعه الذي نشأ به، كما ان تاثير الوضع العام على ميول الكاتب، حيث تأخذ المقالات السياسية والأمنية والنقدية الحيز الأبرز من اهتمام المجتمع، بالتالي هو يهتم لما يهم المجتمع، وبما أن المجتمع العراقي غير مستقر سياسياً وأمنياً فان مسائل البيئة والثقافة العامة لا تشكل مادة دسمة بالنسبة له".
ويقترح الطاهر عدة خطوات لتطوير الإعلام البيئي من بينها "التركيز على الجوانب التدريبية لبناء جيل واعي، وتسليط الجهات الحكومية الضوء على هذا الموضوع ودعم حملات تعمل لدعم الثقافة التوعوية بالمجتمع، من خلال ملتقيات، برامج تدريبية، دعم مالي لبث برامج تلفزيونية تأخذ صدى كبير كتلك التي تدعم القضايا الأمنية، وبناء مراكز ومؤسسات بحثية".
ومن جهته يرى مدير تحرير وكالة صدى الحرية عبد الحسين الكولي، أن الصحافة يجب أن تكون ملمة بكل جوانب المجتمع، ولا يمكن أن يخصص الصحفي الإهتمام بجانب معين ويترك آخر، لان المنظومة الإجتماعية حلقة مترابطة واحدها يكمل الآخر.
ويضيف الكولي "عملت شخصيا على تحقيق يخص البيئة كان بعنوان الذبح العشوائي، حيث تمادى أصحابها بشكل واسع في ظل غياب رقابة الوزارات المعنية، أثر ذلك بطريقة سلبية على البيئة، وأصبح شائع في عدد كبير من المناطق السكنية، إضراره كثيرة من بينها رمي مخلفات ذبح الحيوانات في الشوارع والمجاري، والتي كانت السبب في إصابة الكثيرين بأمراض عدة نتيجة تحللها".
وعن عدم اهتمام الشباب الصحفيين بموضوع البيئة اتفق مع الآراء الأخرى التي ترى بان الموضوع لا يشكل صدى بالمجتمع نتيجة انشغاله بالقضايا الأمنية والسياسية.
واردف مدير تحرير وكالة صدى الحرية "أن هنالك تقصير كبير من القنوات الفضائية والمؤسسات الإعلامية بعدم تسليطها الضوء الكافي على الموضوع، واقترح تشكيل رابطة أو مجموعة من الصحفيين تعنى بهذا الموضوع".