ممثلو المكونات والاقليات في الاعلام العراقي: حضور خجول يقتصر على شخصيات محدودة
الصفحة الرئيسية > تقارير الرصد الإعلامي > ممثلو المكونات والاقليات في الاعلام...
يرصد "بيت الاعلام العراقي" في تقريره السادس والخمسون الحضور الإعلامي لممثلي المكونات والأقليات على اختلافها في وسائل الاعلام المحلية العراقية، عبر رصد عينة منتخبة شملت 20 وسيلة إعلامية تنوعت بين المرئي والمقروء والالكتروني، شملت رصدا لمحتوى 200 خبر وتقرير مرئي ومكتوب خلال الاشهر الستة الماضية.
ويشكو العديد من سياسيي ونواب وممثلي القوى السياسية والاجتماعية من المكونات ما يعتبرونه تهميش لهم في وسائل الاعلام، فيما لا تمتلك المكونات والأقليات وسائل اعلام قادرة على منافسة نظيرتها الكبيرة في البلاد من قنوات ووكالات ومواقع إخبارية وصحف.
وسبق لـ "بيت الاعلام العراقي" نشر تقريره الواحد والخمسون بعنوان "إعلام الأقليات.. معركة خاسرة امام الحيتان الكبيرة" تناول رصداً لوسائل الاعلام التابعة الى المكونات والأقليات العراقية، على مختلف توجهاته السياسية والحزبية والدينية والاجتماعية، ضمن سلسلة تقارير خاصة ينشرها "بيت الاعلام" حول المكونات والأقليات في البلد.
وتوصل تقرير الرصد الى النتائج التالية:
1- التهميش الواضح للممثلين السياسيين عن المكونات والأقليات في التغطيات الإخبارية سواء في القنوات التلفزيونية او الاعلام المقروء، قياسا مع الحضور الإعلامي العام، ويشمل ذلك حتى القضايا المتعلقة بالمكونات والأقليات، اذ غالبا ما يكون الضيوف من أبناء المكونات ولكنهم منخرطين في أحزاب وكتل سياسية كبيرة لا تعبر بالضرورة عن مطالب ومعاناة الأقليات، بل تمثل مصالح هذه الأحزاب.
2- ضعف التغطيات الإعلامية لوسائل الاعلام لقضايا الأقليات، واختصارها في أوقات الازمات، حيث يتم مشاهد ممثلي المكونات والأقليات في وسائل الاعلام، فيما تختفي هذه التغطيات في الظروف الاعتيادية، في تكاسل واضح من الاعلام المحلي لمتابعة العديد من الملفات المتعلقة بالمكونات ولم تأخذ حجمها الطبيعي والضروري في التغطيات الإعلامية، وغالبا ما يتم الكشف عن هذه القضايا عبر وسائل اعلام اجنبية، ولاحقا تقوم وسائل الاعلام المحلية بمتابعتها شكليا.
3- اجترار وسائل الاعلام لضيوف محددين من ممثلي الأقليات والمكونات دون غيرهم للحديث حول الملفات المتعلقة بالتمثيل السياسي والمطالب الشعبية للمكونات وغيرها، فيما لا يمثل هؤلاء بالضرورة كل ما تسعى المكونات له ف اسماع صوتهم ومعاناتهم عبر وسائل الاعلام، اذ يوجد العديد من الناشطين السياسيين والاجتماعيين يمكن التواصل معهم لغرض التغطيات الإعلامية في القضايا المتعلقة بالأقليات والمكونات.
4- فشل وسائل الاعلام في فرز وفحص المحتوى الإعلامي والعناوين الكبيرة التي تُطلق على لسان سياسيين عن مكونات وهم في الأصل ينتمون الى أحزاب كبيرة منافسة، ومثلا فان عناوين كبيرة مثل مكون معين يتهم جهات بقضايا معينة، يتبين فميا بعد ان صاحب التصريح هو ممثل عن الأقليات ولكنه ينتمي الى كتلة سياسية كبيرة لها خلاف مع الكتلة الأخرى.
5- لوحظ وجود انقسامات داخل المكون الواحد وتمثيلهم سياسيا، الى جانب خلافات وصراعات داخلية من اجل ان ينتزع كل طرف احقيته في تمثيل المكون ككل، وتسقيط الاخر، وهذا يجري عبر وسائل الاعلام، فيما ينعكس ذلك على اختفاء الصوت الحقيقي الممثل للمكونات والأقليات.
توصيات:
1- على وسائل الاعلام إعطاء ممثلي المكونات والأقليات في العراق مساحة اكبر في التغطيات الإعلامية، سواء في القضايا المتعلقة بهذه المكونات، او في الشؤون العامة التي تهم جميع المواطنين، الى جانب تنويع مصادر التصريحات وضيوف حلقات برامج "التوك شو" ونشرات الاخبار وعدم اقتصارها على عدد محدود فقط من الضيوف.
2- على وسائل الاعلام المبادرة في فتح قضايا وملفات متعلقة بالمكونات والأقليات خافية عن الرأي العام، وباقية حبيسة المكونات انفسها لعدم امتلاكها الصوت الكافي والقادر لإيصال قضاياهم ومعاناتهم الى الجهات المسؤولية أولا، ويطّلع عليها الراي العام ثانيا، ولا يجب ان تقتصر التغطيات في أوقات الازمات والمشاكل.
3- ضرورة الاخذ في الاعتبار وجود ممثلين حقيقين عن المكونات والأقليات في التغطيات المتعلقة بهم، وعدم اعتبار ان حزب او كتلة بعينها هي الممثل الوحيد لمكون معين، بل يجب الانفتاح على الفعاليات والناشطين السياسيين والاجتماعيين خصوصا المستقلين لتكون التغطيات مهنية معّبرة عن الواقع.
للاطلاع على الرصد الاعلامي وعينة الرصد اضغط على
ممثلو المكونات والاقليات في الاعلام العراقي حضور خجول يقتصر على شخصيات محدودة