ميثاق نعيم: العراق مقبرة المصورين
الصفحة الرئيسية > تجربة > ميثاق نعيم: العراق مقبرة المصورين
يعتقد ميثاق نعيم، نقيب المصورين العراقيين، ان العراق بعد عام 2003 يعتبر مقبرة للمصورين الصحافيين، حيث تم تسجيل مقتل 300 مصورا صحفيا.
وأضاف في مقابلة خاصة بـ"بيت الإعلام العراقي"، ان نقابة المصورين تم استحداثها موخرا وتعاني من قلة التمويل المالي.
وذكر نعيم ان مهنة التصوير في العراق مرت بمراحل عديدة في العراق، وبعض الاحيان شهدت انتكاسات عديدة، حيث قبل عام 2003 كانت الجهات الحكومية في العهد البائد تسيطر على جميع مفاصل الحياة وخصوصا مهنة التصوير، وكان يتوجب على اي شخص يرغب بدخول العالم التصوير ان يخضع لتصفية وإجراءات امنية تقوم بها اجهزة الامن والمخابرات انذاك، ولكن بعد عام 2003 تغير الوضع في العراق واصبح ديمقراطيا لحد درجة انفلات.
وتابع، “في نفس ذاك العام شهد العالم تحولاً كبيراً في مجال التصوير، حيث انتقل من نوع التصوير الفلمي إلى الرقمي، والنوع الاخير اتاح للمصور مرونة وسهولة كبيرتين في عملية اتخاذ اللقطة”.
وتزامن ذلك، بحسب نعيم، مع انتاج العديد من الشركات العالمية لموديلات عديدة من الكاميرات بعضها رخيصة الثمن، ونتيجة دخول العراق لبحبوحة مالية اتاح لأي شخص عراقي امكانية امتلاك اي نوع من ادوات التصوير.
وعلق نقيب المصورين على العقبات التي واجهت المصورين بعد عام 2003 بقوله، ان "العراق يعتبر مقبرة للمصورين الصحافيين، وحسب المعلومات قتل اكثر من 300 شخصا كانوا يعملون كمصورين صحافيين. هؤلاء سقطوا صرعى اثناء تغطية المعارك او عن طريق عمليات الاغتيلات او نتيجة اصابتهم بعبوات ناسفة او سيارات مفخخة او تبعات الحرب الأخرى".
وأضاف، ان العديد من المصورين أصيبوا بجروح بليغة أجبرت عدداً منهم التوقف عن مزاولة مهنة التصوير او اي مهنة أخرى”.
لكن النقيب لا يملك اي إحصاءات عن اعداد الجرحى من المصورين الصحافيين. وعزا سبب استهداف هذه الفئة إلى عدم استقرار الأوضاع السياسية والامنية في العراق.
وأكد ان "المصور الصحافي يعاني المضايقات اثناء عمله، حيث وجود الكاميرا بحد ذاتها تثير الريبة لدى جميع شرائح المجتمع العراقي".
وذكر نعيم ان "بعض المصورين يشكون سرقة اعمالهم، هذه مسألة طبيعية في العراق، حيث لا يوجد قانون لحماية المنجز الفكري والثقافي، ويجب على هؤلاء المصورين ان لا ينزعجوا من هذه التصرفات".
واشار في حديثه، ان نقابة المصورين انطلقت في 21 اذار عام 2015، قبل ذلك التاريخ عقد ثلاثة مؤتمرات تأسيسية انطلقت منها مجلس قائم فقط على عملية الانتخابات وفتح باب الترشيح لعضوية ورئاسة النقابة، وتم عملية الترشيح والانتخابات، وفازوا اعضاء النقابة وفاز هو بمنصب رئيس النقابة.
واضاف ان النقابة ليست لديها مخصصات مالية حاليا، وتقدم الدعم الفكري والتوجيهي للمصورين، مثل كيفية اقامة المعرض واختيار نوعية الصور المعروضة فيه، وتقديم النصائح حول طبع الصور، ودعوة وسائل الإعلام لتغطية تلك المعارض.
وأشار إلى ان النقابة أطلقت مؤخرا المسابقة الأولى لتصوير الهواة، من اجل أعداد المصورين الجدد وتعليمهم كيفية الاشتراك في المسابقات واختيار الصورة المناسبة، واحتكاك المصورين الهواة مع المصورين الآخرين.
وتابع، ان النقابة توفر الحماية القانونية للمصور في حين تعرضه للغبن مثل فصله عن العمل بدون سبب او تقليل أجوره، بشرط ان يكون المصور تابع لمؤسسة لديها اعتماد حكومي ومعروفة.
واكد ان بعض المصورين يشتكون من اعتبارهم درجة ثانية بين موظفي المؤسسات الإعلامية، وعزا ذلك إلى السنين الطويلة من تغييب وتهميش المصور نتيجة عدم توفر مؤسسات إعلامية مكتملة في العراق.
وقدم نصيحة إلى المصورين وخص الشباب منهم، بعدم العجلة باختيار مشروع التصوير واختيار اللقطة المناسبة، وان يسلحوا انفسهم بالثقافة والدراية بالتقنيات الحديثة، وتدريب العملي الجيد.
وأشار نعيم إلى أن التمويل المالي يعتبر أهم التحديات التي تواجه عمل نقابة المصورين، وفي حال توفر التمويل الجيد ستتمكن النقابة من ايجاد مقر واثاث مناسبين لها وتعيين الموظفين ومرونة الحركة باتجاه موسسات الدولة وغيرها.