رئيس منظمة "عراق كوير": صحافتنا تتبنى تحريضا علنيا ضد المثليين
الصفحة الرئيسية > تجربة > رئيس منظمة "عراق كوير": صحافتنا تتبنى...
يرى امير عاشور رئيس منظمة "عراق كوير" المعنية بحقوق المثليين (مجتمع ميم) في العراق ان الاعلام العراقي يتناول قضايا المثلية الجنسية بـ "سلبية كبيرة"، ويتبنى ترهيب المثليين بشكل علني ودون رادع عبر استضافة اشخاص "يصنّفون كخبراء ولكنهم في الواقع غير ذلك".
ولفت عاشور في مقابلة مع "بيت الاعلام العراقي" الى ان وسائل اعلام تتبنى التحريض المباشر ضد المثليين تصل الى حد القتل، وتستخدم عبارات تحقير مهينة بعيدة عن الموضوعية الصحفية، داعيا وسائل الاعلام الى استثمار الانفتاح الاعلامي في البلاد قياسا مع دول مجاورة وتناول قضية المثليين استنادا على معلومات دقيقة وخبراء.
- تعرّفون عن منظمتكم "عراق كوير" باعتبارها الاولى في العراق، ما اهدافها ونشاطاتها وفعالياتها؟
منظمة عراق كوير هي منظمة عراقية مختصة بحقوق الانسان لمجتمع الميم (او المجتمع المثلي) وتاسست في العام 2015 عبر فريق متنوع من مجموعة من الناشطين والناشطات الشباب، هدفنا هو رفع الوعي و الدفاع عن مجتمع الميم في العراق من خلال توفير معلومات دقيقة باللغات العربية الكوردية و الانكليزية.
ومن جانب اخر تقود منظمة "عراق كوير" حملات مناصرة و مدافعة عن مجتمع الميم العراقي في المنصات الدولية كالامم المتحدة ومن خلال التواصل مع المجتمع والمنظمات الدولية لايصال صوتنا لهم.
- هل لديكم احصاءات وبيانات حول اعداد الاشخاص المثليين الذين تعرضوا للاضطهاد، هل تتواصلون مع اشخاص يعانون نفس الاضطهاد ما زالوا داخل البلاد ولا يستطيعون السفر؟
في تقرير اصدرته منظمتنا في حزيران (يونيو) الماضي فان ٩٦٪ من افراد مجتمع الميم داخل العراق قالوا بانهم تعرضوا لنوع من انواع الانتهاك. العديد منهم تعرضوا لانتهاكات من قبل عائلاتهم وجهات حكومية والمجاميع المسلحة التي تستمر بتنظيم حملات تهديد تصل الى قتل المثليين في مختلف المناطق دون ان يتم محاسبتهم و معاقبتهم من قبل الحكومة والقضاء العراقي، ويوضح التقرير ايضا ان الحكومة والمجاميع المسلحة مسؤولة عن اكثر من ٥٠٪ من هذه الانتهاكات، ومنظمتنا لديها تواصل مع اكثر من ٦٥٠ شخص من مجتمع الميم بكافة هوايته و الجميع يشعر بالخوف و عدم الاستقرار.
- كيف ترى تفاعل الاعلام العراقي مع قضية المثلية الجنسية؟ هل يتفاعل بنسبة جيدة ام يتجاهل القضية؟
الاعلام العراقي يقوم بتناول قضية مجتمع الميم بسلبية كبيرة، وعلى الرغم من التحسن المحدود في عدد قليل من التغطية الاعلامية فان الغالبية العظمى من وسائل الاعلام تلعب دور كبير في ترويج رهاب مجتمع الميم (رهاب المثلية) من خلال استضافة اشخاص يصنّفون كخبراء ولكنهم في الواقع ينشرون معلومات خاطئة حول مجتمع الميم مبنية اساسي على ارائهم الشخصية ومعتقداتهم الدنية. الطب والعلم اثبت بان المثلية ليست مرض و المجاميع و الخبراء الدوليين اكدوا بان المثلية ليست مرض منذ سبعينات القرن الماضي اي قبل ما يقارب ال ٤٠ سنة.
- هل لمستم ان مساهمة وسائل الاعلام في تأجيج المجتمع والراي العام ضد المثليين؟ مثلا التحريض المباشر ضدهم؟
الاعلام العراقي بكل اسف يتبنى التحريض المباشر تصل الى القتل والتعذيب والاختطاف والملاحقة كانهم مجرمون، مثلا تستخدم وسائل اعلام مصطلحات مهينة عند الحديث عن مجتمع الميم و متجاهلا بكل بساطة معايير الاعلام الموضوعي التي تؤكد على ضرورة طرح القضايا بشكل محايد.
- هل تتعاطى وسائل الاعلام العراقية مع نشر بياناتكم ونشاطاتكم ام ان العديد منها يتجاهل ذلك؟
اغلب وسائل الاعلام العراقي تتجاهل عمل منظمتنا فلا تكترث بالتقارير التي ننشرها حول عملنا، بل ان بعضها تقوم بتغطيتها بشكل سلبي لا يخلوا من الاتهام والتحريض والكراهية، ولكن هناك عدد محدود من الصحفيين يقومون بالتواصل معنا بشكل ايجابي و نحن حريصون على بناء علاقات ايجابية مع الصحفيين والصحفيات المساندين الساعين للحصول على تغطية اعلامية محادية وموضوعية.
- مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت منبرا مهما لنقل الاخبار، هل تعتقد ان الفيسبوك مثلا ساهم في تأجيج الرأي العام ضد المثليين، مثلا حصلت حوادث عده لاشخاص مثليين بسبب نشر مقاطع فيديو عنهم ادى ذلك الى مقتلهم على يد مسلحين، وفي الجانب الاخر هل استفدتم من هذه المنبر؟
مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت سلاح مهم لنا، مؤخرا قمنا بنشر سلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة التي تتناول قضية مجتمع الميم على حساباتنا وتمكنا من خلالها الوصول الى ما يقارب ال ٤٠٠٠٠ شخص، كما ان العديد من الاشخاص من مجتمع الميم يقومون بالتواصل معنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره منصه غير خاضعة للمراقبة.
- بماذا تطالب وسائل الاعلام العراقية حول قضية المثلية الجنسية؟ خصوصا وان الاعلام يلعب دورا مهما في توجيه الراي العام.
رسالتنا للاعلام العراقي بسيطة، نحن نفتخر بان العراق هو احد الدول العربية القليلة التي لديها مجال اعلامي واسع لطرح العديد من القضايا! لكن هذه الميزات لن تكون مفيدة اذا كان الاعلام يغطي قضايا معينة بشكل مهين و متحيز! عند الحديث عن مواضيع تختص قضية المثلية الجنسية, يجب الاعتماد على معلومات دقيقة واستضافة اشخاص ذوي خبرة في العمل بمجال حقوق الانسان.
نعرف بان العديد من المساندين لقضية مجتمع الميم غير لا يستطعيون مشاركة ارائهم علنا لاسباب امنية واجتماعية، ولكن نحن في "عراق كوير" ملتزمون بهذه القضية و يسعدنا بان نشارك خبراتنا مع الاعلام والشارع العراقي بشكل سلمي للحد من حملات الكراهية والتحقير.