90% من نشرات اخبار سياسية وامنية .. "الاعلام الاقتصادي عاجز عن تغطية قضايا الاقتصاد المحلي وتطوراته"

الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > 90% من نشرات اخبار سياسية...

أحمد محمد

2018-03-26

حسن كاظم في عقده الستيني من العمر، يمتلك مكتبة لبيع الكتب والصحف في ساحة النصر وسط العاصمة بغداد، ويباع على رفوف مكتبته اكثر من 25 صحيفة يومية مختصة اغلبها بالاخبار السياسية وعدد قليل من الصحف الرياضية، بينما تخلو مكتبته من اي صحيفة مختصة بالاعلام الاقتصادية.

وأكد كاظم عدم اصدار اي صحيفة في الوقت الحاضر مختصة بشؤون الاقتصادية باستثناء مجلة شهرية واحدة، واشار الى ان العديد من الصحف الاقتصادية صدرت بعد عام 2003 ولكنها "لم يستمر نشرها طويلاً، حيث اختفت من الاسواق بعد عدة اشهر من تاسيسها".

وبين سبب اخفاق الصحف الاقتصادية من الاستمرار في النشر الى تدني في حجم المبيعات مقارنة بصحف السياسية والمنوعة، ولكنه اوضح في نفس الوقت ان الصفحات الاقتصادية في بعض الصحف اليومية تغطي بصورة جيدة لجميع اخبار السوق والتعاملات التجارية، ولها متابعين من المختصين في مجال الاعمال والتجارة والمستثمرين.

وقد صدرت بعد عام 2003 مئات الصحف المختلفة وبثت عشرات المحطات الاذاعية والقنوات الفضائية، توقف اغلبها عن عمل لاسباب مالية.

هيمنة الاخبار السياسية

وقال سكرتير تحرير وكالة "دنانير" الاقتصادية أحمد صادق ان "الاعلام الاقتصادي في العراق مازال ناشى وبحاجة الى الكثير من التطوير للوصول الى مستوى الاعلام الاقتصادي في دول الخليج العربي التي تمتلك صحافة اقتصادية متطورة"، واضاف ان العراق بلد نفطي ويمتلك ثروات كبيرة ويحتاج الى كثير من الاعمار وتطوير لبنيته التحتية، ومن واجب ان يتناول الاعلام اخبار الاستثمار واسعار العملات ومواد البناء ومراقبة اداء الاقتصاد في البلد.

وافاد ان وسائل الاعلام العراقية المختلفة تركز على الاخبار السياسية والامنية بما يقارب 90% من نشراتها الاخبارية اليومية، وما تبقى من 10 % تكون اخبار اما رياضية او اقتصادية، وعلل ذلك الى قلة عمليات البناء وضعف الانتاج الصناعي المحلي، وبين عند ازدهار الاقتصاد ونشاط الاتجاري تزداد الاخبار الاقتصادية وكثرة المهتميين بها وبالتالي زيادة اعداد المتابعين لها.

وقارن مابين الاعلام العراقي ونظيره الاماراتي التي تكون 80 % من النشرات الاخبارية الموجه للشعب الاماراتي هي اخبار اقتصادية و"اخبار مايدخل الى جيب المواطن الاماراتي". واضاف ان بعض الاخبار الرياضية تحولت الى الاقتصادية من خلال نقل اخبار الاستثمار بالاندية وبناء الملاعب وشراء الاعبين واسعار تكاليف الاعلانات.

واشتكى من فقر المؤسسة الاكاديمية الاعلامية للأسس الصحيحة والتخصصية لدراسسة مادة الصحافة الاقتصادية للطلبة في كليات واقسام الاعلام في الجامعات العراقية، وتدريسه كمادة مستقلة اساسية وتعامل معه بعيدا عن السياسة.

الافتقار الى الثقافة الاقتصادية

واوضح الخبير الاقتصادي ستار البياتي  ان بعض المقالات الصحفية تفتقر الى بعض المعلومات والمصطلحات الاقتصادية، ودعا في الوقت ذاته الى اقامة دورات تدريبية لبعض الصحفيين الاقتصاديين لتطوير قابلياتهم وصقل مواهبهم الصحفية ولزيادة معلوماتهم في مجال الاقتصاد والامور المالية.

وبين ان الاعلام الاقتصادي العراقي الحالي عاجز عن تغطية قضايا الاقتصاد المحلي، وبحاجة الى قفزة نوعية لنهوض به للوصول الى مستوى الاعلامي الذي يستطيع ان يوكب كل التطورات الحاصلة في البلاد.

وقد قامت العديد من المؤسسات ومعاهد المحلية والعالمية بتنظيم دورات تعليمية وورش تدريبية للصحفيين العراقيين، وشارك في معضمها مدربين اجانب من امريكا وهولندا. 

الاعلام الاقتصادي لم ياخذ حجمه الحقيقي لحد الان

وذكر التدريسي في كلية الاعلام الدكتور محمد عبود ان كلية الاعلام في جامعة بغداد لديها مواد تخصصية مختصة بدارسة الاعلام الاقتصادي لطلبة الدراسات الاولية في الجامعة، التي تقوم تطوير المنهج الدراسي واضافة كل ما استجد على الساحة الاقتصادية العالمية.

واضاف ان الصحافة الاقتصادية العراقية ارتقت باسلوبها بصورة كبيرة عما كان في عام 2003، الا انها لم تاخذ حجمها الحقيقي لحد الان في تغطية كل التحولات الجذرية التي يمر بها الاقتصاد المحلي.

وبين ان المواطن العراقي البسيط اصبح في الوقت الحالي اكثر وعيا لاهمية الاقتصاد ومدى ارتباطه بحياته اليومية، وخصوصا بعد اتجاه الاقتصاد نحو تحول الى "الاقتصاد الحر" بعدما كان ينحصر الاستيراد والتصدير بيد اجهزة وشركات الحكومية.

 واشار الى ان المواطن يتمكن الان من معرفة اثار الازمات السياسية في داخل البلد او الازمات السياسية في دول الجوار وتثيرها على اسعار المواد الاساسية مثل الفواكه والخضر.

ويستورد العراق اغلب احتياجته الاساسية من الخارج البلد، تمر اغلبها عن طريق دول الجوار مثل المواد الغذائية والاستهلاكية اضافة الى المواد المعمرة، بينما يكون اغلب صادراته من النفط الخام بواقع اكثر من ثلاث ملايين برميل يوميا يشحن اغلبها عن طريق الخليج العربي او عبر انابيب الى موانى تركية.

واوضح المواطن مرتضى خالد 29 عاما ويعمل في احد المطابع انه لا يفهم الرموز ولا المصطلحات المستخدمة في النشرات الاخبار او في صفحات الصحف الاقتصادية مثل الاسهم ومخططات البيانية، مما ادى بيه الى عدم متابعة النشرات الاقتصادية التي تعرض على قنوات التلفزة.

وشرح الاستاذ الاعلام ان الاعلام الاقتصادي موجه الى شريحة خاصة تتابع هذه الاخبار وتستفيد منها وتعرف كيف تتعامل معه، ولكنه اضاف ان هذا النوع من الصحافة يهم جميع اطياف المجتمع  ويمس حياتهم اليومية، حيث يمكن لارتفاع الاسعار العملات مثلا ان ترفع معها اسعار الذهب والمواد الغذائية وسائل النقل.