12 حدثاً تاريخياً غيرت التغطية الصحفية للأخبار
الصفحة الرئيسية > أخبار وملفات > 12 حدثاً تاريخياً غيرت التغطية...
التغطية الاخبارية تتطور وتتغير كثيراً وبشكل مستمر وقد يكون هذا التغير نتيجة لحدث يهز صناعة وسائل الإعلام ويُحدث تغييراً ينتقل من غرفة التحرير الى الشارع، وفي هذا المقال سنعرض 12 حدث مثلت نقطة تحول حاسمة في كيفية تغطية الأخبار:
1- 1963: اغتيال الرئيس كنيدي يحول الأنظار إلى التغطية التلفزيونية للأخبار
من الصعب التصديق بأنه قبل هذه الحادثة كان أغلب الصحفيين يرغبون بالعمل في الإذاعة والصحف الورقية لأن التلفاز أعتُبر في ذلك الوقت وسيلة للترفيه فقط. لكن اغتيال كنيدي سلط الأنظار على قوة ومدى فاعلية التلفاز، فالإذاعة لا يمكنها نقل إطلاق النار، وليس بإمكان الصحف نقل مشهد الاغتيال بصورة درامية لحظة تلو الأخرى.
كما ويمكن إعادة الفلم مراراً وتكراراً لإخافة الشعب، بالإضافة إلى التقارير الحية التي كانت تُنقل مباشرةً من المشفى، كما ونُقلت صور القاتل “لي أوزوالد” على التلفاز ايضاً.
ومن هنا بدأ عهد أخبار التلفاز فهو يعطي صوراً متحركة على خلاف الصحف، بالإضافة إلى أنه يوفر نقلاً مباشراً للأحداث كما تفعل الإذاعة.
2- 1968: والتر كرونكايت وتحولات الرأي العام لحرب فيتنام
يمكنك الملاحظة أن وجهات النظر الشخصية أصبحت تطغى في الفترة الحالية على مختلف القصص والأخبار التي تبثها القنوات الإخبارية المختصة. وبالتالي أصبح من الصعب جدا تمييز التعليقات والتحليلات السياسية الموضوعية في خضم هذا الكم الهائل من القنوات الإخبارية والمعلقين السياسين.
وبالعودة إلى أواخر ستينات القرن التاسع عشر وبعد الإبلاغ عن حرب فيتنام قررت وكالة CBC الإخبارية مرتكزةً على والتر كرونكايت إن الصراع لا يمكن أن ينتهي إلّا إلى طريق مسدود.
وفي تغيير استثنائي في مسار التقرير الإخباري تحدث خلال نشرة الأخبار قائلاً بإنه ليس بالإمكان كسب الحرب. ولاحقاً، قال البعض إن هذا ما دفع الرئيس جونسون للتفاوض مع فيتنام الشمالية ولأنهاء حياته السياسية.
حتى بعد وفاة كرونكيت سنة 2009، لا يزال الكثير من النقاد يهاجمونه بشدة نظرا لنزعته الليبرالية. لكن بخلاف معظم المعلقين السياسين الموجودين على الساحة الإعلامية حاليا، فإنه يعتبر شخصية مهنية واحترافية بسبب إجراءه الكثير من الأبحاث وعمليات التحري والتقصي قبل الإدلاء برأيه السياسي إزاء موضوع معين.
3- 1974: صحيفة تُسقط الرئيس نيكسون
وصلت التحقيقات الاستقصائية ذروتها مع بوب وودوارد وكارل بيرنشتاين لصحيفة واشنطن بوست. في سعيهم لكشف الأنشطة غير المشروعة للرئيس نيكسون والتي أدت في نهاية المطاف إلى التحقيق في فضيحة ووترغيت واستقالته.
حيث أمضيا سنوات في العمل عليه كما هو الحال في "الحنجرة العميقة" الشهير، وقد حازا على دعم المالك ومحرر الصحيفة.
ووثّق وودورد وبرنستين في الكتاب الأكثر مبيعا والفيلم الحائز على جائزة الأوسكار كل رجال الرئيس، كما شرحا كيفية الحصول على القصة الأشهر في القرن العشرين. وهذا مادفع العديد من الصحفيين إلى الإهتمام بمتابعة التحقيقات الصحفية. أما في السنوات التالية فقد جعلت الضغوط السياسية والمؤسسية هذا النوع من التقارير الصحفية صعباً.
4- 1979: أزمة الرهائن الإيرانيين تخلق نوعاً جديداً من البرامج الإخبارية التلفزيونية
على الرغم من أن أمريكا تعاني من أزمات سياسية متكررة، إلّا أن أزمة الرهائن في إيران جذبت أنظار البلاد نحوها، حيث أسر نشطاء إيرانيون 52 أمريكياً بعد استيلائهم على السفارة الأمريكية في إيران.
ونتيجة لاحتياج المشاهدين لما هو أكثر من النشرات الإخبارية المسائية انشأت قناة ABC الإخبارية برنامجاً إخبارياً في وقت متأخر من الليل والذي أصبح في نهاية المطاف برنامج Nightline.
وقبل عام من ولادة قناة CNN كان الأمريكيون يعانون من قلة خيارات التغطية الإخبارية، أما اليوم فقد أصبحت هذه البرامج أمراً مفروغاً منه.
كان Nightline مختلفاً عن برامج الستين دقيقة وذلك لأنه يُنتج يومياً ويُزود بالعناصر الحية التي يتم الحصور عليها بفضل تكنلوجيا الأقمار الصناعية الحديثة يومياً.
5- 1986: الأطفال الشهود على الكارثة عبر Live TV
إن إطلاق مكوك في الفضاء وحتى عام 1986 كان أمراً عادياً، وكانت وسائل الإعلام تنقله بصورة مباشرة، لكن الالاف من اطفال المدارس تابعوا اطلاق “تشالنجر” في يناير كانون الثاني لعام 1986 ذلك لأن المعلمة كريستا ماك أوليف ستكون أول مواطنة عادية تطير الى الفضاء.
ألقى الأطفال نظرة عن قرب على مأساة إنسانية عندما انفجرت المركبة الفضائية. وبدلا من أن يحمل الآباء الخبر السيء إلى ابنائهم وبناتهم كان عليهن، يفسروا لهم ما رأوه في غرفهم الصفية.
فكان الدرس حينها إن وسائل الإعلام المتلفزة لا توفر معاينة للمحتوى قبل نشره، والذي قد يكون مُفجعاً أحياناً.
6- 1987: إلغاء العمل بـ"قانون النزاهة" Fairness Doctrine نموذج جديد لمضمون البث الإذاعي
الكثير من المستمعين لا يعرفون سبب كون إلغاء لجنة الاتصالات الاتحادية لقانون النزاهة قراراً تاريخياً، إلا أنه يمكننا مشاهدة آثار ذلك بسهولة. وُضع هذا القانون قيد التنفيذ ابتداءاً من عام 1949، والذي فرض على المذيعين المسموح لهم بمناقشة قضايا مثيرة للجدل على موجات الأثير أن يعرضوا وجهات نظر مخالفة.
وبمجرد إلغائه أصبح بإمكان البرامج الإذاعية الحوارية مثل راش ليمبو عرض وجهة نظر واحدة من القضية كما يمكنها دعم أجندة سياسية أيضاً. اليوم تهيمن على البرامج الإذاعية استضافة شخصيات من التيار المحافظ، بينما للأشخاص ذوي الميول الليبرالية الحرية في إنشاء برامجهم الخاصة بهم، لكن معظمها لم تجذب الجمهور.
هكذا فإن السوق التجارية هي التي تصنع القرار وليست الحكومة
7- 1991: بث حرب الخليج على Live TV
قدمت التكنلوجيا فرصاً جديدة في التغطية الأعلامية عندما دخلت أمريكا في حرب الخليج مع العراق، مما أتاح للناس مشاهدة بث مباشر وكشف لهم عن أطراف الصراع.
في الوقت الذي غُطيت فيه الحرب العالمية الثانية مباشرة عن طريق الإذاعة، وقُدّمت حرب فيتنام بشكل فيلم، جَعلت الأقمار الصناعية من التغطية التلفزيونية أمراً ممكناً.
ولأن الصراع أنتج نصراً سريعاً لأمريكا أصبح القادة العسكريين مثل الجنرال نورمان شوارتسكوف مشاهيراً بسرعة، كما أنه رفع من شعبية الرئيس جورج دبليو بوش.
لكن سرعان ما علم القادة السياسيون ما كان الإعلام قد علم به سابقاً، وهو أنه لا يُمكن التعويل على البث الحي لفترة طويلة، إذ تراجعت شعبية بوش وهُزِم في جولة إعادة الانتخابات في العام الذي تلى الحرب.
8- 1994:دراما “أوه. جيه سيمبسون” تلفت أنظار العالم
عندما نُشرت قصة O.J سيمبسون هرع الناس إلى التلفاز لمشاهدة القصة الأقوى التي شهدها ذلك العقد من الزمن، حيث اتُهم أحد نجوم كرة القدم الأكثر شعبية في البلاد بقتل زوجته السابقة نيكول براون سيمبسون ورون غولدمان. ولأن القصة تكشّفت في لوس أنجلوس فقد كانت هناك الكثير من الأدوات لتغطيتها. ولو أن المُطاردة حدثت في منطقة نائية لما كان بالإمكان تسجيل اللقطات الحية من طائرة هليكوبتر لعملية هروب سيمبسون في سيارة من طراز فورد برونكو. في كاليفورنيا.
وعلى خلاف باقي الولايات، يُسمح لكاميرات التصوير أن تتواجد في داخل قاعات المحكمة. وعندما كان سيمبسون يخضع للمحاكمة، تمكن الملايين من الناس من مشاهدة وقائعها.
لولا التلفاز لكانت محاكمة القرن مثلها مثل باقي قصص التسلية والتاريخ الرياضي المُهملة. بدلاً من ذلك أصبحت تلك الحادثة عبارة عن قصة درامية قانونية حقيقية لا يمكن نسيانها.
9- 1998: فضيحة مونيكا لوينسكي تضع الجنس في التيار الرئيسي
وُضعت مواضيع الجنس المحرمة في وسائل الإعلام قسرياً بسبب العلاقة الفاضحة بين الرئيس كلينتون والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. وهو مالم يكن مسبوقاً ابداً بأن تتشابك السياسة مع الجنس بحيث تؤثر في تاريخ الولايات المتحدة.
هذه التفاصيل المهمة في التحقيق لم تُطبع ابداً من قبل ولم تُتناول في الأخبار. ولأن رئاسة كلينتون كانت على المحك لم تكن هذه القصة أكثر من علف إغرائي لصحف السوبر ماركت.
في النهاية نجا كل من زواج كلينتون ورئاسته على الرغم من عزله من قبل مجلس النواب الأمريكي، لكن التغطية الأعلامية لتهوره شوهت النظرة الأمريكية لسياسته.
10- 2000: أخطاء الانتخابات الرئاسية في الحكم
إذا أردت رؤية مذيع في شبكة أخبار يراوغ تحت الضغط، فليلة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2000 توفر لك هذه الفرصة.
كان على الجميع أن يتصرفوا بارتجال على الهواء مباشرة في محاولة للتراجع عن التوقعات التي كانت قد أعلنتها الشبكات الإخبارية التي يعملون فيها حول المرشح الذي سيفوز بالسباق الرئاسي.
قد يكون كل واحد منهم تساءل في ذهنه :"هل نحن الشبكة الوحيدة التي أفسدت كل شيء؟"، ثم تراجع عما أعلنت الشبكة.
في ذلك المساء كان الجميع قد أعلن أن غور فاز بالانتخابات، وبعدها أعلن أن غور يتقدم بفارق ضئيل، ثم أعلن عن تقدم بوش، وأخيرا أعلن عن تقدم بوش بفارق ضئيل.
كان التوقع الوحيد الصائب هو أن السباق الرئاسي كان يتأرجح بفارق أصوات ضئيل، ولم تكن أي تقديرات قادرة على التعامل مع هامش يتكون من مئات قليلة من الأصوات. لن نشهد مرة أخرى على الأرجح سباقا رئاسيا يبقى مثار جدل لوقت طويل، ولكننا سنتذكر دائما كيف أن وسائل الإعلام كشفت الهفوات التي تحدث في الانتخابات.
11- 2001: تغطية أحداث 11 سبتمبر، الكارثة الأسوأ في البلاد
شهد الصحفيون الكثير من الكوارث، لكن لاشئ يماثل الرعب الذي صاحب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، فقد غير ذلك العنف كيفية تغطية الأخبار لهذا الحدث.
تم أخذ التهديدات بخصوص شن هجمات إرهابية جديدة على محمل الجد، كما جعلت الإشاعات المتعلقة بشن هجمات إرهابية جديدة الصحفيين يعيدون التفكير بطريقة تعاطي الأخبار معها.
ولذلك، فإن الأخبار غير الموثوقة يتم التعاطي معها ونشرها في نشرات الأخبار في حال كانت تتمتع بمصداقية عالية (مستقاة من مصدر ذو مصداقية).
ويعود هذا الأمر جزئياً إلى نظام التحذير من الهجمات الإرهابية والمعتمد على الألوان، فعندما تقرر الحكومة مثلاً وجود خطر كاف يجعلها تغير مستوى التعاطي معه من الأصفر إلى الأحمر أو البرتقالي، تقوم الوسائل الإعلامية بنشر هذا الأمر.
أوقف العمل بنظام الإنذار المعتمد على الألوان في سنة 2011، إلا أن تداعياته لا تزال إلى الآن موجودة في الوسائل الإعلامية، حيث يتم التبليغ عن وجود خطر ما إرهابي بغض النظر عن دقة المعلومات وصحتها، وذلك على الرغم من أن معظم الناس يتجاهلون البلاغات والنشرات التي تحذرهم من إمكانية وجود أخطار وهجمات محتملة.
12- 2007: وسائل التواصل الإجتماعي تستلم دفة القيادة
وقعت مذبحة في جامعة فيريجينيا للتكنلوجيا أسفرت عن 32 قتيلاً، وسمُت بذلك لأنها وقعت داخل الحرم الجامعي، وأظهر الطلاب البارعين في التكنلوجيا للعالم أمكانية كسر التغطية الإخبارية، حيث ظهرت عدم أهمية الطواقم الإخبارية، ولعبت الرسائل النصية دوراً في نقل الأخبار إضافة الى قدرة الهاتف على تصوير مقاطع الفيديو ونقلها بسرعة كبيرة.
فكانت هذه الحادثة بمثابة نقلة نوعية في الحياة الصحفية، لم تكن الصور ومقاطع الفديو مُلتقطة بصورة احترافية بالنسبة لمؤسسة إخبارية بولندية. لكنها نجحت في أن تلتقط الذعر الذي ساد المكان آنذاك.
في المستقبل سيحدد المتابعون الطريقة التي يرغبون بها بمتابعة الأخبار، فالان اصبح الناس العاديون في حالة منافسة مع الصحفيين المحترفين في نقل الخبر، وهذا ما افقد الشركات الصحفية جزءاً من بريقها نتيجة لعدم تصديق المتابعين لمدى مصداقيتهم بنقل الخبر الحقيقي.